مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية في لبنان أحمد مراد في مقابلة إذاعية حول آخر تطورات العدوان ومفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
خلال لقاء له، عبر مقابلة إعلامية حول آخر تطورات العدوان، ومفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، استهل مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنا أحمد مراد، بتقديم التحية للسواعد المقاتلة التي أذلت جيش الاحتلال، ولجماهير شعبنا الصامد، على امتداد قطاع غزة الباسل، رغم الجوع والحصار والموت الذي يلاحقهم في كل زمان ومكان،و التحية لأبناء شعبنا ومقاوميه الأبطال في الضفة الغربية، والقدس، وعلى امتداد ساحات المواجهة.
وقال:” هذه المعركة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة مع هذا الكيان الغاصب، والحرب مفتوحة حتى دحر الأحتلال، واستعادة كامل حقوق شعبنا المغتصبة “.
وتابع، إن من أهم النتائج التي حققتها هذه المعركة أنها حطَّمت وللأبد هيبة هذا الكيان وجيشه المهزوم. أكثر من تسعة أشهر لم يستطع خلالها جيش الاحتلال تحقيق أي إنجاز عسكري سوى قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وتدمير كل مناحي الحياة في قطاع غزة ، وإن المقاومة في غزة مازالت قادرة على مواجهة العدوان، والتصدي لهجمات جيش الاحتلال، وإلحاق أفدح الخسائر بين ضباطه وجنوده، وآلته العسكرية وهذا ما تثبته وقائع الميدان يوميًا.
وأضاف، إن الاإختلالات البنيوية، والصراعات الداخلية التي تعصف بالمجتمع الصهيوني إنما هي بفضل صمود المقاومة، وحاضنتها الشعبية، والفشل الذريع الذي مني به جيش الاحتلال، والمؤسسة السياسية والأمنية في كيان الإحتلال، وإن قوى المقاومة الفلسطينية في أعلى درجات التنسيق والتعاون سواءٌ في الميدان او السياسة .
إن المرونة التي أبدتها المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار نابعة من حرصها على دماء الأبرياء، وليست نتيجة ضعف ميداني، وهذا يسجل لها لا عليها، صمود المقاومة وحاضنتها الشعبية والخسائر الكبيرة التي لحقت بجيش الاإحتلال أرغمته على القبول بالدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار .
وإن تصعيد جيش الاحتلال من جرائمه الوحشية بحق المدنيين الأبرياء خلال الأيام الماضية، على امتداد قطاع غزة هدفه ممارسة الضغط الميداني على المقاومة، للقبول بشروطه وإملاءاته .
و قال:” إن نتنياهو يسعى بكل قوة لاستمرار العدوان اإنطلاقاً من حساباته ومصالحه الشخصية، وهروباً من الملاحقة القضائية التي تنتظره “.
وتابع،إن سياسة الإخلاء القسري الممنهجة التي يتبعها جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا هدفها تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، تمهيدًا لاستكمال مشروعه العنصري، واقتلاع شعبنا من كل الأرض الفلسطينية تنفيذًا لمشروع يهودية الدولة، وما يتعرض له شعبنا في الضفة الغربية والقدس دليلٌ دامغٌ على ذلك .
استمرار الحصار ومنع دخول مواد الإغاثة وإغلاق معبر رفح هدفه تجويع شعبنا وإرغامه على ترك أرضه،
ورغم الدماء والأشلاء والدموع والآلام والتضحيات العظيمة التي قدمها، فإن شعبنا لن يسمح لهذا العدو أن يحقق أهدافه، وهو مصمم على مواصلة صموده وثباته حتى دحر الاحتلال، واستعادة كامل حقوقه الوطنية المغتصبة، وإن الإدارة الأمريكية كانت وما زالت شريكة في العدوان على شعبنا، وصفقة السلاح التي سلَّمت للكيان مؤخرًا، التي تتضمن قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة تشجيع لجيش الاحتلال على مواصلة مجازره وجرائمه بحق شعبنا .
جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في الدوحة لم تصل إلى أي نتيجة، والوفد الصهيوني المفاوض لا يمتلك الصلاحيات الكافية، التي يصر نتنياهو على الاحتفاظ بها.
وإن فشل المفاوضات يتحمل مسؤوليته من يقدم الدعم لهذا الكيان، وفي مقدمهم الإدارة الأمريكية، وكل الحكومات الغربية الداعمة له، وكل المتمنعين والعاجزين عن ممارسة الضغوط على هذا ، لوقف عدوانه على شعبنا .
وقال:” من جهتنا نحن حريصون على إنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بما يضمن إيقاف العدوان على شعبنا، وفي الوقت الذي أبدينا فيه أعلى درجات المرونة للتوصل إلى وقف العدوان على شعبنا، إغير أننا ما زلنا متمسكين بالوقف التام للعدوان، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، وانسحاب جيش الاحتلال من كل قطاع غزة لاسيما من محوري “نتساريم” و “فيلادلفيا”. و إتمام صفقة تبادل عادلة للأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزة”.
شعبنا الذي قاوم الاحتلال البريطاني والصهيوني على مدى عشرات السنين لن يسمح لأي قوة احتلال مهما كانت تسميتها أو جنسيتها، وتحت أي عنوان من الدخول والبقاء على أرض قطاع غزة.
هذا الشعب الذي قدَّم مئات الآلاف من الشهداء ليس قاصرًا، ولا هو بحاجة لمن يقرر مصيره، وعليه فإن اليوم التالي للحرب هو قرارٌ فلسطينيٌ بامتياز.
التحديات المصيرية التي يواجهها شعبنا بكل مكوناته السياسية والاجتماعية، تستوجب من الجميع التعالي عن المصالح والأنانيات والإسراع بتوحيد جبهتنا الداخلية، للتصدي لمؤامرة تصفية قضيتنا وإفشال أهداف القوى المعادية.