الشعبية في صيدا تحتفي بالذكرى السنوية الثانية والخمسين لاستشهاد الأديب غسان كنفاني
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
لمناسبة الذكرى السنوية الثانية والخمسين لاستشهاد الأديب غسان كنفاني، وتضامنًا مع أهلنا في غزة، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صيدا، ندوة ثقافية بالمناسبة، وذلك يوم السبت في 6 تموز 2024، في مركز معروف سعد الثقافية، بحضور نائب مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، ومسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الرفيق عبد الله الدنان، ومسؤول الجبهة في منطقة صيدا الرفيق سعيد حصيرمي، وأعضاء المنطقة وعدد من الرفاق والرفيقات، وشخصيات سياسية وثقافية.
استهلت الندوة بالترحيب بالحضور، وبالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم النشيدين اللبناني والفلسطيني، وقدمت الندوة الدكتورة انتصار الدنان، ثم تحدث أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي الكاتب هيثم أبو الغزلان، استهل كلامه بتقديم التحية للحضور، ولغزة وأهلها وللشهداء والأسرى، وقال:” إنّ الصراع مع العدو الصهيوني، هو صراع تناحريٌّ، لأنّ هذا الكيان هو جزء مركزي من المشروع الإمبريالي، بهدف الهيمنة، وإبقاء التجزئة، والإلحاق والتبعية، ولهذا نرى أنّ المشروع الصهيوني سيطر على المكان، بكل خيراته وموارده، وعمل على تفريغه من طابعه ومن سكّانه، وتهويد معالمه، والنظر إلى الشعب الفلسطيني مجزّأ تمامًا، وهو يرفض الاعتراف بمسؤوليته عن إيجاد قضية اللاجئين وتهجيرهم، ويعمل جاهدًا على نسف أي إمكانية لعودتهم، من خلال السيطرة على أملاكهم الفردية والجماعية وخصخصتها وتهويدها. وهو الذي يرى في الفلسطينيين داخل مناطق 48 خطرًا أمنيًا وديموغرافيًا على الدولة اليهودية، وهو نفسه يرى ضرورة استمرار السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزّة بأدوات عسكرية احتلالية. وتجهد إسرائيل في منع الشعب الفلسطيني من التعامل مع ذاته كشعب”.
وتابع، وإنّ تجريد الفلسطينيين من صفة الإنسانية لا يتم في الخطاب العسكري الصهيوني فحسب، فثمة إجراء مشابه يتبعه المجتمع اليهودي، وذلك يفسر دعم المجتمع اليهودي الهائل لحرب الإبادة التي تحصل في غزة. لقد جرد اليهود الصهاينة، السياسيون منهم والجنود والمواطنون العاديون، الفلسطينيين من صفة الإنسانية وبذلك جاء قتلهم نتيجة طبيعية، مثلما حدث عندما تم نفيهم عام 1948، أو سجنهم في الأراضي المحتلة. ولكن، ما حدث في معركة طوفان الأقصى وما بعدها، أدخل إلى العقل الجمعي الصهيوني أنّ هزيمتهم، ليست أمرا ممكنا فحسب، بل هي الأمر الحاتمي الأكيد.
وعن غسان، قال:” أدركت إسرائيل منذ البداية أن غسان كنفاني (عكا 8 نيسان – أبريل 1936)، الروائي والقاص والصحافي والسياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأنه يُشكّل خطرًا على روايتها المزيفة؛ فاغتالته المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في (8 تموز – يوليو 1972)، بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت، ما أدى إلى استشهاده عن عمر يناهز 36 عاما، مع ابنة أخته لميس.
باختصار استطاع كنفاني أن يعكس أيديولوجيته حين أطلق صرخته (الفكرية) المدوية في روايته (رجال في الشمس) لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟، لماذا؟، لماذا؟! احتجاجًا على الموت المجاني. وأن يبلور أسئلته الفكرية العارمة في خطابه الروائي، لتحمل في منطواها إجابات على وجود الإنسان الفلسطيني وهو يشق طريقه دون سند خارجي.
وبهذا الموت / الاستشهاد، حقق الشهيد غسان كنفاني مقولته: “الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت. الثورة وحدها هي التي تواجه الموت وتستخدمه لتشق سبل الحياة”.. فكان سلاح “كنفاني” قلمه حيث حارب إسرائيل في كتاباته ومقالاته ورواياته، حيث كانت تلك الأسلحة أقوى من أسلحة إسرائيل نفسها.
ولأن القادة الإسرائيليين أدركوا حجم المخاطر التي تتعرض لها روايتهم؛ فقرروا التخلص من كل رموز النضال الفلسطيني، وأصدرت رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك جولدا مائير تعليمات بتصفية غسان كنفاني إلى جانب وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وبسام أبو شريف، وأنيس الصائغ، والقائمة تطول.
وختم كلامه، بتوصية في غاية الأهمية تتعلق بضرورة ووجوب إعادة بناء وتفعيل فرع الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في لبنان.. وايضا دعوة أخرى إلى الكتاب الفلسطينيين إلى تزخيم أعمالهم الأدبية والثقافية علنا نعطي هذا الفعل المعجز في غزة والضفة وساحات الإسناد بعضا من حقه علينا.
ثم تحدث مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان أحمد مراد، مستهلًا كلامه بتقديم التحية للحضور، وللشهداء، وللشهيد غسان كنفاني، وشهداء طوفان الأقصى، كما قدم التحية إلى صيدا المقاومة، ورموزها معروف ومصطفى سعد، ثم قال:” نلتقي اليوم في إحياء الذكرى الثانية والخمسين لاستشهاد الأديب غسان كنفاني لابد إلى أن نشير إلى إنجازاته الأدبية التي تركها لنا. أصدر كنفاني ثمانية عشر كتابًا، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني.
كما التحق كنفاني بعد اللجوء إلى لبنان بحركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسس لاحقًا جريدة الهدف التي تحولت إلى مرجع سياسي ووطني وثقافي، حيث ترأس تحريرها، وكان قد عمل سابقًا في جريدة الرأي والمحرر وملحق فلسطين.
ساهم غسان في صياغة الاستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة، وكان له دور بارز في شرح أهداف العمليات الخارجية للجبهة للعالم، كما صمم ورسم شعار الجبهة.
شكل كنفاني خطرًا على الكيان الصهيوني، فصار هدفًا للموساد، تم تحذيره، لكنه لم يتخذ الاحتياطات المطلوبة، فتم اغتياله في بيروت عام 1972.
وتابع، لو كان غسان بيننا اليوم، فكان بالطبع سيقدم اقتراحاته لطبيعة المرحلة الراهنة، ورأيه من معركة طوفان الأقصى.
وختم كلامه، بتقديم التحية للشهداء والجرحى والأسرى، ومؤكدًا أهمية المرحلة الراهنة.