أبرزثقافة

في حفل إطلاق كتاب المناضل محمد صفا عبد العال: غزة ستكتب ذاكرة الزمن القادم

بوابة الهدف

ألقى  الرفيق مروان عبد العال  عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية كلمة في حفل إطلاق كتاب المناضل محمد صفا بعنوان  “الاغتيال مذكرات رحالة” وذلك اليوم  الاربعاء٣ تموز  ٢٠٢٤ في نقابة الصحافة اللبنانية. هذا نصها:

أما بعد،

عزيزي محمد صفا، لقد عرفنا قيمة ذكرياتك،

وهناك سؤال خطر في بالي:

لماذا يهمل العالم ذكرياتنا؟

ثم لماذا لم نتصالح نحن مع ذكرياتنا؟ هل بدافع النسيان وطي صفحة الماضي؟ علاقة ملتبسة وأحياناً بخوف من الماضي! لذلك تجرأت وفتحت هذا الجرح، وتستحق منا تحية وكلمة علها تحاكي مذكرات رحالة وبنقاط موجزة فيما يلي:

  1.  ذاكرة البدء

سيرة ذاتية ولكن  نظرة شاملة على حياته التي لم تقتصر على شخصه وحده، وإنما يمكن التعرف من خلالها على تجربة نضالية  ممتدة زمانياً وماكانياً وما فيها من أحداث وأشخاص  ومواقف  من مسقط رأسه في طير دبا، البلدة الأصيلة وعرين الجنوب الأشم،  ومن ثغور المقاومة  في زمن جميل  وأصيل.

  1.  ذاكرة المبدأ

بعد نصف قرن من الكفاح  يحاول  إعادة تركيب الماضي المتناثر، هل يمكن؟ أن يكتب مذكراته اعتزازاً ووفاءً بالزمن الأصيل، أراها  تحدياً  للذين مسحوا ذاكرتهم وصنعوا لهم أسماءً عصرية، أما هو فبقي اسمه الحقيقي والحركي وفي كل الأزمنة محمد صفا اللصيق  للأسرى والمحررين وضحايا التعذيب والاسم الرديف للفدائي والأسير والمحرر والشهيد  سمير قنطار  و أحمد سعدات وجورج ابراهيم عبد الله والبقية الباقية من الأسماء الحسنى للحرية .

  1.  ذاكرة الفعل

 لقد  حرص تسجيل  صياغة سيرة ذاتية وجماعية في آن معاً، لنستدل على التجربة الغنية بمخاضاتها وتفاعلاتها وبموادها المتنوعة  والخلفية الفكرية بدون أن يلبسها المعطف الأيديولوجي الثقيل من “النظرية تولد في فهم الواقع وتناقضاته ومخزونه الفكري التاريخي” مستنداً بتجربته على فلسفة الممارسة منذ أن تعرف على ظافر الخطيب  ورابطة الشغيلة وسلطة الشعبية والمقاومة الشعبية وحزب العمل الاشتراكي  وهكذا  ليست مجرد  تنظير وسرد لأحداث أو كلام عن أيقونات نضالية مثل الرفيق رفلة أبو جمرة، ومحمود شعبان، إنما فعل نضالي صنع تجربة ثورية  .

  1.  ذاكرة الألم

ضمن المؤلف مذكراته هذه الكثير من المواقف الصعبة والطريفة التي مر بها، تنويعاً في العرض وتشويقاً للقارئ لمواصلة القراءة إلى النهاية. الحياة بفرحها وصدماتها وانتكاساتها منذ الطفولة، من فقدان العين كانت الانتكاسة الأصعب، ذاكرة الألم بالتعرف على ثقافة الكراهية والانعزال والعنصرية والغيتو تحاصر الفلسطيني في مخيمات ومعازل، وداخل مدارس الأنروا  حين سمع بكلمة “الجربان” هي الكتاب الأول الذي قرأه، فعندما كان يلعب في البستان قالت أم صاحبه: “لا تلعب معه هذا جربان“!

  1.  ذاكرة المراجعة

صاغ المؤلف مذكراته صفحة المراجعة النقدية الشاملة لتجربة  الأحزاب السياسية وأفكارها وشعاراتها  التي تحددها الظروف القائمة، ذاكرة الحرب الأهلية، استذكار الموت الذي نتج  بفعل الجريمة  والذي لا يمكن أن يُنسى، فتحضر الحرب بكل آلامها وتداعياتها واستذكارها كتأريخ نقدي وعلمي لمقدماتها الثقافية والسياسية والفكرية وعبر مسيرة حياته الحافلة.

  1.  ذاكرة الزمن القادم

ماذا لو قدر لنا أن نكتب ذكرياتنا  كيف  سنكتب؟ وسيرتنا الذاتية أو الغيرية الفردية أو الجماعية؟ في زمن مختلف زمن الاقتراب القسري من الموت الجماعي والبطولة الجماعية هكذا أصبح ل غزة زمنا آخر وتقويماً آخر وذاكرة أخرى .

وماذا عن مذكرات  طفولتنا المهملة؟ أحلامنا وحتى نضالنا اليومي وألمنا المعلق على الهواء في التلفزيونات والشاشات. ولكني عرفت الجواب فقد تحول الشجر في بلادي إلى أبطال، وتحول الأطفال إلى فدائيين يكتبون أسماءهم على أيديهم، ليتعرف الناس على جثثهم، لكنهم يموتون دون أن ينتبهوا لذلك. يا ليتهم يستيقظون يوماً ليرووا سيرتهم لأطفال آخرين سيكبرون ويكتبون مذكراتهم لجيل قادم يشعل فتيل الثورة ويحرر الأرض من ذاكرة الغزاة.

  1.  ذاكرة الوفاء

ذاكرة الوفاء لا تموت  لا تخيب  لمن كانت  فلسطين عنده  لبابة الوفاء والعطاء وسكنته بأحرارها الأسرى  في السجون النازية الصهيونية  ومحرريها  الذين ملأتهم حباً ووعداً ووفاءً .

ولك العمر المديد  لتقدم المزيد  دائماً  ومن تجاربك وخبراتك في الحياة في مؤلفات أخرى.

نحييك أيها المحارب القديم على درب الفدائيين الجدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى