أبرزأخبار الجبهة
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤبن رفيقها القائد الراحل مروان الفاهوم (أبو سامي)
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
لمناسبة مرور ثلاثة أيام على رحيل القائد الوطني الكبير، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان محمد الفاهوم “أبو سامي”. أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعائلة الراحل حفلاً تأبينياً تقبلت خلاله التعازي. وذلك يوم الثلاثاء الموافق ١١ حزيران ٢٠٢٤ في قاعة خليل الهبري في مسجد الخاشقجي في العاصمة اللبنانية بيروت.
وحضر حفل التأبين أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية، وقيادات وكوادر وأنصار الجبهة في لبنان، وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وحشد من أبناء شعبنا في بيروت. وتخلل حفل التأبين كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق مروان عبد العال وجاء فيها:
من قيادة الجبهة الشعبية ومن رفاق وأحبة فقيدنا الغالي، وعائلتيه الصغرى والكبرى، كل الشكر لمن وقف الى جانبنا في هذا المصاب الجلل.
إنه من الصعوبة بمكان رثاء رجل إستثنائي، ورفيق درب شامخ المواقف، عتيد الإرادة القائد المناضل مروان الفاهوم .
الصعوبة بالتعريف به، وبما هو المصرح لنا به عرفناه عنه ما طاب أن نعرف، هو لا يحبذ كلمة أنا، يتحدث بعبارة نحن، الجماعة التي يعمل بإسمها ويحمل الأمانة لأجلها. وهو إن تحدَّث فبغموضٍ شديد بالكاد تفكك ألغازه بصعوبة، من يستطيع تفكيك شيفرة أبو المر، يدرك حجم الفقدان بمناضل تاريخي عاش إرهاصات إنطلاقة الثورة والمقاومة .
إنه إبن عائلة الفاهوم العريقة والمناضلة ، درس المحاماة وعمل بمهنته، وحمل الجنسية السعودية. إلتحق بالنضال القومي في ريعان شبابه والفلسطيني وبروح متقدة صامتة و نقية، وعبر عنها بمواقف صلبة.
عرف بعمله الجدي في دروب النضال كافة، وكان أبرز الشباب الذين آمنوا بفلسطين وبالثورة، وعملوا بصمت بهدف التحرير الكامل لتراب فلسطين من رجس الصهيونية.
وما سر هذه الشخصية الأنيقة والنقية في زمنٍ ندر فيه النقاء، التي عملت سنوات في الظل في زمن طغى عليه الإستعراض والمظهرية. هذه الهامة والشخصية الوطنية التي قدَّمت نفسها للنضال الطويل الشاق على مذبح العزة والكرامة والحرية والاستقلال والعودة ، ما مصرح لنا قوله انه رجل العمل الخاص و المهمات الصعبة في الزمن الصعب، والمواقف الصعبة .
ما السر في هذا المزيج الذي صقل شخصيته مثقفاً وسياسياً وتنظيمياً ومحامياً بارعاً، وكان يمتلك ثقافة متنوعة وعديدة مدعومة بالشجاعة الواعية وبالرصانة والرزانة المستندة على القناعة والإرادة القوية.
يسبقنا بالسؤال عن الحال ، قبل أن نسأله عن حاله، يطمئن عنا عن رفاقه عن الجبهة عن القضية عن الشعب قبل ان نطمئن نحن عنه.
الرفيق أبو المُر المدرك لطبيعة العدو الذي خبر حيلته وتفكيره وصارعه في ميادين شتى لا داعي لذكرها .
يوم أثلج صدره ما حدث صباح السابع من أكتوبر الماضي، منشرحاً لسماع نشرات الاخبار. واغبطه اكثر نجدة المقاومة من دولٍ عدة.
اعتبر الطوفان عقاب شعبنا المستحق للذين سرقوا الوطن من أهله الحالمين بالعودة،
إنه مهما كانت الخسارة هي ليس أكثر مما خسرناه في عقودٍ طويلة، وان حقيقة الكيان بانت للعالم.
وأن الضحية عندما تقاتل فإن التضحية تكون بغير حدود وبلا سقف، و عقيدة القتال لا تعرف الهزيمة، هي روح غزة التي تغذي كامل الجسد الفلسطيني، يأمل منها ان تصنع ثورة وصحوة جديدة، قادرة على إنهاك العدو في مراحل قائمة ومقبلة، تنزل هدف التحرير من فضاء الأماني المحلقة إلى تواريخ التحقق الزاحفة.
يوصي بالإحترافية في الصراع في إدارة الحرب وأن المقاومة هي ثمرة الذكاء وليس التضحية فقط، والثبات الأسطوري الذي قدمته غزة بمقاتليها وكتائبها وشعبها صغارهم ونسائهم، كبيرهم وشيوخهم.
يدرك أننا أمام حرب من نوع مختلف في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، أهم معالمها أنها حرب تتسم بالوجودية والإستراتيجية معاً، يطمئن على الرفاق ، ويتنفس الصعداء مدركاً الحرب ستطول ولن تحسم نتائجها سريعاً حتى مع إبرام اتفاق هدنة.
انها اشتباك تاريخي لن يتوقف إلا بزوال الإحتلال عن كامل تراب فلسطين .
لروحه الرحمه والمجد والسلام له ولكل الشهداء
ولذكراه الخلود
ولكم طول البقاء ولنا العهد والوفاء
مرة اخرى اشكر لكم مواساتكم.
كلمة العائلة ألقاها الأخ نزار الفاهوم وجاء فيها:
إن كان الموت هو سبب اجتماعنا اليوم فمن عجب أن انبثقت من ظاهرة الموت حالة النقيض للحياة، وأي حياة حياة متميزة كشفت عن روح محبة ووفاء وتقدير من رفاقٍ إلى رفيق أمضى معظم حياته معهم، يتشاطرون ساعات وأيام وسنوات من النضال تحت راية رفعت عالياً ضد عدو غاصب غاشم غادر. تعاهدوا جميعاً على محاربته لا يهمهم كم قدموا من شهداء مفهومهم لا ينتهي إلا بنصرٍ دائم بإذن الله. رفاق تبادلوا أشكالاً من المحبة والوفاء هم أشداء على العدو ورحماء بينهم. إنها التربة التي وهب فقيدنا مروان معظم حياته من أجلها، تربة خصبة خيرة، تربة أنبتت شجرة محبة وإخلاص ووفاء أصلها ثابت وفرعها بالسماء تعطي أكلاً طيباً دائماً لا ينقطع. إنها التربة التي لو حَوَتْ بذرة واحدة من العزيمة والإرادة لأنبتت البذرة سبع سنابل بكل سنبلة مائة حبة وربما تزيد السنابل وحبات العزيمة. كنت قبل رحيل مروان أعلم أن له أخاً واحداً إنتقل إلى رحمة الله تعالى وتركه وحيداً، لكن سبحان الله إذا بي أكتشف بعد رحيله أن له مئات بل آلاف الأخوة من المحبين أنهم أنتم رفاقه بالجبهة ورب أخ لك لم تلده أمك. أنتم من اختار أن تكونوا قبيلته الكبرى على طريق التحرير وإذا أنتم قد كنتم القبيلة التي اختارها بإرادته فلمروان عشيرة بحكم الولادة هي: آل الفاهوم عشيرة رغم انشغاله بأمور القبيلة لم ينسها وسعى لأداء دوره نحوها على الوجه الأمثل. مروان بدوره كإبن كم كان باراً بوالديه حريصاً على الحصول على رضاهما. يكن لهما الإحترام والإجلال بتجنب ما قد يغضبهما. أما دور الأخ كان نعم الأخ المحب الحنون لأخيه وأختيه ودور الأب والعم فحدث ولا حرج.
مجرد دخوله عتبة البيت تجعل منه شخصاً آخر تختفي صرامته التي يتركها خارج الباب ليحل محلها الحنان والمداعبة والصبر والبشاشة مهما كان يحس أو يشعر
من ضيق أو تعب يسبغها على الخمسة إبنيه وابن أخيه وإبنتي أخيه يرعاهما خير
رعاية وتتسع الدائرة في دور إبن العم الحريص على إقامة جسور المودة وبناء المحبة مع الجميع من يملكه أن يزوره أو الذي لا يتمكن بسبب ظروفه. أقول إذا كان قوم الشاعر الجاهلي قد أضاعوه وأي فتى أضاعوا فإن قوم مروان أنتم حفظتموه وأي فتى حفظتم حياً وميتاً الأمر الذي لا يسعنا نحن آل الفاهوم إلا أن نتقدم لك بالشكر والعرفان لذا آمل أن تتقبلوا شكر أبناءه وأبناء أخيه وشكري أنا والعائلة على ما قدمتموه للمرحوم في حياته ومماته داعين الله أن يبارك بكم جميعاً وأن يوفقنا على درب التحرير الأمل الذي كان يصبو إليه مروان ونصبوا إليه جميعاً.