هيثم عبده: المقاومة متمسكة حتى النهاية بوقف إطلاق النار ووقف الحرب والإبادة الجماعية
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
خلال لقاء له على إذاعة سبوتنيك، قال مسؤول فرع لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق هيثم عبده: لقد شارفنا على نهاية الشهر الثامن من الحرب على غزة، ومازال شعبنا ومقاومتنا صامدين، ومجلس الوزراء الصهيوني المصغر يأخذ قرارًا بالأغلبية، ودون معارضة بالعودة إلى المفاوضات، وهذا سببه تضييق الخناق على نتنياهو، من خلال قرار المحكمة الجنائية الدولية، ومن خلال تصاعد الرأي العام الدولي ضده، ومن خلال اعتراف بعض الدول الأوربية بدولة فلسطين، ومن خلال (الضغط الأميركي الناعم) نتنياهو يحاول أن ينجز الصفقة دون التعهد بوقف إطلاق النار، أو وقف الحرب على قطاع غزة، والمقاومة الفلسطينية واضحة بشروطها التي تتمثل بالتالي، بوقف العدوان على قطاع غزة، والانسحاب التام من قطاع غزة، وإدخال المساعدات إلى كل قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى”.
وتابع، المقاومة كانت مرنة نوعًا ما في المفاوضات السابقة، وستعود إلى المفاوضات، لكن ليس بالمرونة التي كانت في السابق، وذلك بسبب هروب نتنياهو من الاتفاقات في آخر لحظة والتهرب منها، ونحن مصرون على بنود آخر صفقة التي تم التوصل إليها منذ حوالي الأسبوعين، والمقاومة متمسكة حتى النهاية بوقف إطلاق النار ووقف الحرب والإبادة الجماعية، والكيان الصهيوني يريد استرجاع أسراه، ثم استكمال حربه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن نسلم له بهذا، وبرأيي إن الخلاف الأساسي في المفاوضات هو موضوع وقف الحرب ووقف العدوان، ونجاح المحاولة الجديدة من المفاوضات رهن بنتنياهو والولايات المتحدة الأميركية، ونتنياهو تملص من الاتفاقية السابقة، لأنه تفاجأ بقبول المقاومة مسودة الاتفاق وهو لا يريد ذلك، وإعلان العودة إلى المفاوضات من الجانب الصهيوني بسبب العديد من العوامل: قرار المحكمة الجنائية، الاعتراف بالدولة الفلسطينية من بعض الدول الأوربية، نشر فيديو للمجندات أثار الرأي العام الصهيوني ضد نتنياهو، تقرير أسوسيشتد برس الذي فضح الأكاذيب الصهيونية، إعلان كتائب القسام أن اللواء آصف حمامي أسير لديها، وذلك بعد أن ادعى الاحتلال مقتله، وكانوا قد قاموا بنعيه وتشييعيه، والرأي العام العالمي ضد الكيان متمثلاً بانتفاضة الجامعات في أميركا وأوروبا.
وأضاف، مصر تؤدي دور الوسيط في المفاوضات، واتهامها بتغيير بعض بنود المسودة ليس دقيقاً، كاتهام قطر بأنها في صف المقاومة، وليست حيادية، وذلك أثناء استلامها دفة الوساطة في المفاوضات، وكل ما يشغل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هو البحث بـ”اليوم التالي”، وحتى الآن لا توجد خطة ولا استراتيجية عند هذا الكيان، وهذه نقطة خلافية داخل المجلس الوزاري المصغر، ونحن نرى أن اليوم التالي للحرب هو يوم انتصار المقاومة.
معبر رفح بالنسبة لنا هو معبر فلسطيني – مصري فقط لا غير، وغير مسموح لأي أحد آخر أن يكون طرفاً في الموضوع، لا الاتحاد الأوروبي كما هو مقترح، ولا غيره، والولايات المتحدة تريد دايتون جديد وهو أن يبقى الإشراف على الأجهزة الأمنية في غزة تحت سيطرتها، وهذا لن يتم، ليس هناك مصلحة لأميركا ولا للكيان الصهيوني بانهيار السلطة الفلسطينية. إذا انهارت مع من سيتفاوضون فيما يسمى بعملية السلام، وحل الدولتين، ورفح ستكون مقبرة جديدة للاحتلال، كما كانت خانيونس وباقي مدن القطاع.
وتابع، بالأمس كان هناك مقاومة شديدة وشرسة في بيت حانون، وهي أقرب نقطة مع فلسطين المحتلة عام 1948، فبالتالي رفح لن تقل قوة وشراسة في الدفاع عن بقية المدن الفلسطينية في غزة. رفح هي الفخ للكيان الصهيوني، وهي الوحول التي ستزيد غرق ضباط احتياط صهاينة سابقين قالوا إن هذه الحرب بلا آفاق، وإنه لن يكون هناك أي نصر للجيش الصهيوني، وهناك هدفان أساسيان للكيان الصهيوني من الحرب، هما استعادة الأسرى والقضاء على المقاومة، وعدم تحقيق هذين الهدفين هو انتصار للشعب الفلسطيني
إذا عدنا إلى الشهر الأخير من الحرب، نرى أن المقاومة في قطاع غزة أقوى من البداية، هي استفادت من المعركة، وجددت قوتها وقامت بتنفيذ العديد من الكمائن الناجحة.
للمقاومة استراتيجية واضحة في هذه الحرب تعتمد على حرب العصابات، وليس جيشًا مقابل جيش، وبالتالي هي قادرة على الصمود لعدة أشهر.
وتابع، القضية الفلسطينية على سلم أوليات إيران، وفي اليوم الأول لتنصيب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي التقى مع قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، وأكبر دليل أن إيران لم تنشغل عن القضية الفلسطينية، بسبب حادثة الرئيس هو الاجتماع مع قادة محور المقاومة بالأمس، ومحور المقاومة في هذا الاجتماع أكد تماسكه وتنسيقه، وذلك عبر قيام كل بلد من محور المقامة بما هو مطلوب منه ضمن الاستراتيجية الشاملة.
العدو ليس له رادع، فقد قام بأكثر من 3000 مجرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، ولم يتحرك ساكن لا للولايات المتحدة ولا لجمعية حقوق الإنسان ولا لأي أحد، ونحن لا نعول على تنفيذ قرارات المحكمة الدولية، لكن مجرد صدور قرار عن هذا المحكمة هو الشيء المهم، هو ما يعري الكيان الصهيوني أمام العالم. وهذا القرار يحاصر الكيان الصهيوني، ويحاصر نتنياهو أكثر فأكثر، ويضغط عليه لوقف هذه الحرب، وتنفيذ هذا القرار يحتاج لتصويت في مجلس الأمن. فقد أحرج الولايات المتحدة، هل تستخدم الفيتو أم لا تستخدمه؟ هي تقول إنها مع وقف الحرب، وهذا امتحان لها إن كانت صادقة أم لا، وعندما تم الاعتراف بالكيان الصهيوني في الأمم المتحدة عام 1947، كان الاعتراف مشروطاً بأمرين، وهما تنفيذ القرار 181 والقرار 194، وهو لم ينفذهما، فبذلك يكون وجوده غير شرعي حسب القانون الدولي والأمم المتحدة، ومن أهم إيجابيات هذه الحرب هي انتصار السردية الفلسطينية على مستوى العالم، وانكشاف، وفضح حقيقة، ودموية الكيان الصهيوني، ولطالما اعتبر الكيان الصهيوني نفسه ضحية الإبادة الجماعية، الآن هو من يقوم بتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
أكتر من 60٪ من الشباب الأميركي هو الآن مع القضية الفلسطينية، بعد أن كان مضللاً ولم يكن يعرف شيئاً،
فالمعركة اليوم هي معركة وعي يُؤَسَس لها بالتوازي مع المعركة العسكرية. لن نكون واهمين حول تغير وجهة النظر الأميركية تجاه الكيان الصهيوني، ما يجري الآن هو خلاف بين الإدارة الأميركية وشخص نتنياهو على طريقة أدائه وإدارته لهذه الحرب، لكن بالأهداف القريبة والاستراتيجية هم متفقون، وهذا ما قاله بايدن.
وعن الرصيف البحري الأميركي، قال: هو مشروع مشبوه وموقفنا هذا منذ الإعلان عن إنشائه، موقف واضح وحازم، وهناك 4 معابر برية، إذا كانت أميركا والكيان الصهيوني يريدون الرصيف لإدخال المساعدات، فلماذا لا يدخلونها من المعابر البرية. علماً أنه حتى هذه اللحظة، إن دخول المساعدات عبر الرصيف البحري مرهون بموافقة الكيان الصهيوني، فحتماً هذا الرصيف له أسباب أخرى، ونحن نخشى أن يستخدم هذه الميناء لإقامة مدينة خضراء كما حدث في بغداد، فلماذا هناك أكثر من 1500 جندي أميركي عند هذا الرصيف؟ إلا لوضع قدم في قطاع غزة، ونخشى أيضًا أن يستخدم هذا الميناء لتهجير سكان قطاع غزة.
إن محاولات تهجير سكان غزة منذ العام 1975 فشلت. اليوم ستفشل هذه المحاولات، فنحن نعول على وعي شعبنا في غزة، فهو لن يقبل النزوح عن غزة برغم كل القتل والتدمير، والشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، البيوت تُقصف وتُهدم فينصبون الخيام فوق أنقاض بيوتهم ولا يرحلون.
وإن تصريح وزير حرب الاحتلال جالنت قال بعدم تصديق أي دولة عربية تقول إنها ستطبع بشرط قيام الدولة الفلسطينية، فالدولة الفلسطينية لن تقوم حسب تصريحه.
قبل 7 أكتوبر كان قطار تطبيع الدول العربية يسير بشكل سريع، وكانت السعودية قاب قوسين أو أدنى من توقيع الاتفاق، ومن أهم نتائج 7 أكتوبر هو وقف قطار التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني، لذلك تقول السعودية الآن إنها لن تطبع إلا في حال قيام الدولة الفلسطينية.
وهدف اللقاء الأميركي السعودي هو لمصلحة أميركية وإسرائيلية، كذلك ليقف بوجه التحالف الروسي الصيني الإيراني في المنطقة، وذلك بسبب المصالح الاقتصادية في المنطقة، والدولة العميقة للكيان الصهيوني ترفض فكرة إقامة الدولة الفلسطينية وليس فقط نتنياهو.