هيثم عبده: المقاومة تريد نصًا واضحًا لا يقبل اللبس حول وقف إطلاق نار شامل
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
خلال لقاء له على قناة المنار، قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق هيثم عبده:” إن هناك ضغوطًا أميركية على الكيان الصهيوني، من أجل تنفيذ صفقة التبادل، وهناك بوادر إيجابية في بعض النقاط أو القضايا التي ممكن التقدم فيها بشكل إيجابي”.
وتابع، إن نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار، ولا يريد صفقة، وهو دائمًا يضع عراقيل أمام أي صفقة، لأنه يعلم أن اليوم التالي سيذهب فيه إلى السجن، وينتهي مستقبله السياسي.
و ما تطلبه المقاومة هو حقها المشروع الذي يتفهمه الوسطاء، والذي يتلخص بثلاث نقاط، وهي وقف إطلاق نار كامل، وعودة النازحين، وانسحاب الاحتلال خارج حدود غزة، ولا يمكن أن يكون هناك صفقة دون هذه المطالب، فالمقاومة تريد نصًا واضحًا لا يقبل اللبس حول وقف إطلاق نار شامل.
كما أن هناك ابتزازًا من قبل نتنياهو للغرب وللولايات المتحدة الأميركية حول موضوع رفح، لكي يحصل على مزيد من الدعم المادي والسياسي، وكل يوم يمر يكون هناك يقين أكبر للشعب الفلسطيني، وبالتحديد في قطاع غزة بأن هذه المقاومة منتصرة، وهذا العدو لن يستطيع أن يحقق أي شيء.
وأضاف، الجيش الصهيوني منهك، والألوية منهكة، وهويسحب ألوية من المعركة، من أجل إعادة تأهيلها وإعادتها للحرب.
وحول موضوع اعتصامات الطلاب في الجامعات، قال:” ما يحدث الآن في جامعات الغرب والولايات المتحدة الأميركية هو حرب وعي، فهناك مقاومة على أرض فلسطين، وعلى المقلب الآخر هناك مقاومة في الوعي والسردية الفلسطينية، وهناك انتصار كبير للسردية الفلسطينية في الغرب، فالغرب الذي لم يكن يسمع بالقضية الفلسطينية صار الآن على وعي كامل بحقيقة ومحقوقية ومظلومية الشعب الفلسطيني، فهناك انتفاضة في الجامعات تطالب بسحب الاستثمارات من الكيان الصهيوني، ووقف تصدير الأسلحة الأميركية ووقف الحرب على قطاع غزة، وهناك مظاهرات أمام العديد من المصانع ذات الطابع التكنولولجي، للمطالبة بوقف تصدير التكنولوجيا إلى الكيان الصهيوني الذي يستخدمها في حربه على القطاع.
وتابع، واحدة من القضايا التي من الممكن أن تؤثر على الصفقة، ويمكن أن تجعل نتنياهو يذهب مرغمًا للصفقة هو الرأي العام، وبايدن يحاول أن يوازن بين إرضائه للوبي اليهودي وبين الضغط على نتنياهو من أجل وقف هذه الحرب، ويحفظ ماء وجهه ويفوز في الانتخابات.
وقال:” أجزم بأن ما يحدث هو وعي تأسيسي بعقول الشباب الأميركي الذي سوف يؤثر بالمستقبل، وما نشهده هو موجة وعي حقيقي وليس عابرًا، فالعدو الذي كان يبكي ويتغنى بأنه تعرض للإبادة، تحول إلى من يقوم بالإبادة الجماعية، وهذه نقطة مهمة جدًا في حرب السردية، انتصر فيها الشعب الفلسطيني والمقاومة.
ورايات المقاومة تظهر بشكل واضح وصريح، ويتم رفعها في قلب العواصم الغربية التي تعتبر هذه المقاومة إرهابًا، لكن الآن هم اقتنعوا أن هذه مقاومة مشروعة وهذا تغير استراتيجي، والرأي العام الغربي تخطى حاجز الصمت، وتخطى المحظورات التي كانت تفرضها الحكومات الغربية.
والقضية الفلسطينية الآن صارت أول نقطة في أجندة الاجتماع، لأي رئيس في العالم هي القضية الفلسطينية.
وتابع، بعد مرور ما يزيد على سبعة أشهر، تنطلق الصواريخ إلى محيط قطاع غزة، وهذا يدل على أن المقاومة مازالت لديها القدرة على المناورة والمبادرة والإمساك بزمام الأمور على الأرض.
و هناك الآن مفاوضات بالنار، من أجل تحقيق بعض المكاسب التي من الممكن أن تحفظ ماء وجه نتنياهو، وعندما تمنع عدوك من تحقيق أهدافه فأنت منتصر، وحتى الآن بعد ٧ أشهر المقاومة منعت نتنياهو من تحقيق أهدافه التي وضعها في بداية العدوان، وطالما أن العدو لم يستطع أن يحقق أي هدف من أهدافه، فهو مهزوم عسكريًا وأخلاقيًا وسياسيًا، وحتى داخل المجتمع الصهيوني، وهذا الكيان الصهيوني لا يوجعه شيء إلا عندما يزداد عدد التوابيت التي تذهب إلى تل أبيب.
و هناك العديد من العمليات المشتركة بين أكثر من فصيل، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على مستوى التطور والتماسك والتنسيق والوعي والتناغم الحقيقي على الأرض.
وإن المقاومة في غزة هي 2،3 مليون فلسطيني، وليس فقط من يحمل السلاح هو مقاوم، فلا يمكن للمقاوم أن يستمر على الأرض دون الحاضنة الشعبية، وأهم ما يميز هذه المعركة الآن هو تكامل محور المقاومة وفق استراتيجية المحور، كلٌّ في مكانه ودوره وإمكانياته، ولأول مرة يكون هناك رد يحمل رسائل سياسية وعسكرية وأمنية، وعلى كل المستويات، وهذا الرد كان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وهذا الكيان بعد انتهاء الحرب، سوف يكتشف أنه بمأزق كبير ووجودي، لأن فكرة الكيان الصهيوني قامت على موضوع الردع والتفوق، ولكن أين الردع والتفوق الآن؟.
هناك تأثير حاسم لما يجري في قطاع غزة على الانتخابات الأميركية ونتائجها في نوفمبر القادم، وإذا كانت الدول العربية تفكر جيداً، ستعرف أن هذا الكيان الصهيوني في ٧ أكتوبر لم يستطع أن يحمي نفسه فكيف سيقدر على حمايتهم، ومن الممكن لهذه الدول العربية أن تعود إلى دورها القومي العربي إذا سقطت هذه الأنظمة أو سقط هؤلاء الحكام المُنَصَّبون من الولايات المتحدة الأميركية.
وأعتقد أنه لا يوجد هناك إنسان شريف واعٍ لا يكون مع المقاومة ومع الشعب الفلسطيني.
وتابع، المعلن أن ما يجري في جنوب لبنان هو جبهة مساندة، ولكن هي حرب وليست أي حرب بل حرب ذكية تختار أهدافها بدقة عالية.
و ندعو كل النقابات العمالية للتضامن مع الحراكات الطلابية والشبابية في كل أنحاء العالم، من خلال تنظيم مظاهرات، ودعم هؤلاء الطلاب في جامعاتهم ومطالبهم ستصبح أقوى.
وواحدة من أهم الإيجابيات هي كسر هيبة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة حيث أظهرت كم هي عاجزة خاصة أمام الدور الذي يقوم به اليمن، وفي ظل الخنوع العربي، وكل ما يجري كان هناك موقف مشرف لليمن فهو شريك حقيقي وفعلي في هذه الحرب، واليمن تعودنا عليه بالمواقف الجريئة والشجاعة والمستقلة والحرة التي لا يستطيع أن يؤثر عليها لا أميركا ولا حتى من دول الجوار السعودية والإمارات، واليمن لم يستخدم سلاح باب المندب والبحر الأحمر عندما حوصر بل استخدمه من أجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.