احتفال يوم الأسير الفلسطيني والعربي
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني والعربي، أقامت هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين احتفالاً بالمناسبة في قاعة المركز الصحي التابع لبلدية الغبيري.
حضر الاحتفال ممثلون عن الأحزاب القومية والوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية، وحشد شعبي من مخيمات الصمود والعودة وفعاليات وأعضاء هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين.
استهلّ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلتهما دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء.
عرّف الاحتفال القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح – الانتفاضة) أبو عبد الله فارس. وكانت كلمات لكل من عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي باسم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية، وممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي باسم تحالف القوى الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان، وأمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات.
أجمعت الكلمات على الإعتزاز بتضحيات الآلاف من الأسرى الذي يخوضون معارك بطولية في مواجهة الاحتلال وزبانيته، على الرغم من الضغوط التي يمارسها السجانون. وأكد المتحدثون على أن السبيل الوحيد لتحرير الأسرى من معتقلات العدو هو المقاومة عبر إجراء عمليات التبادل. وحيا المتحدثون أبناء شعبنا الفلسطيني الصامدين داخل الأرض المحتلة في مواجهة آلة الحرب الصهيونية التي لم ترهبهم ولم تتمكن من كسر إرادتهم في الصمود والتصدي.
كلمة هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين ألقاها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي الذي قال:
لا يختلف مقاومان على أن أسرانا الأبطال يشكلون واحداً من المداميك التي يقوم عليها صراعنا الوجودي في مواجهة كيان عصابات الإحتلال.
فما كان لمجاهد أن يصبح أسيراً لولا قتاله في ساحات الوغى، أو صموده في أرضه وتشبّثه بها، أو مساهمته في تشكيل البيئة الحاضنة التي تحمي المقاومين وتذود عنهم وتؤمن لهم خطوط الإمداد.
لذا، كان العهد من كل أحزاب وحركات وفصائل المقاومة لأسرانا البواسل أن يكون انتزاع حريتهم من معتقلات العدو على رأس سلم الأولويات، مهما ازدادت الضغوط وعظمت الصعاب.
منذ انطلاقة ملحمة «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول من العام 2023، أقدمت عصابات الإحتلال على اعتقال 8425 مواطناً من أهلنا داخل فلسطين المحتلة. وهذا العدد لا يشمل من جرى اعتقالهم في قطاع غزة كون العدو لا يزال يخفي كل معلومة عنهم.
وتشمل هذه الإحصائية 280 ماجدة من ماجدات فلسطين، 540 شبلاً، و66 صحافياً. هذا فضلاً عن 5210 من أوامر الاعتقال الإداري.
هذا وقد ارتقى شهيداً نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي 16 أسيراً لينضمّوا إلى من سبقهم، فيصبح عدد الشهداء من الأسرى الأفذاذ 252 شهيداً منذ العام 1967.
كما لا يزال صامداً في زنازين الإحتلال 17 نائباً من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
لا يخفى عليكم أن مجرمي الاحتلال يوغلون في سحق كل الحقوق الإنسانية والطبيعية والقانونية لأسرانا. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
يحرم المحتل رفقاءنا وإخوتنا الأسرى من الطعام، فلا يسلمهم إلا كميات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، وتمتاز برداءتها.
وهو يكدّس في الزنزانة ذات المساحة الصغيرة ما لا يقلّ عن عشرة أسرى، مما يحول دون حصولهم على المساحة الكافية للنوم والحركة.
يمتنع السجانون عن تقديم الرعاية الصحية للأسرى بصورة لا يمكن وصفها إلا بسياسة القتل البطيء المتعمد، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء العديد من الأسرى شهداء كان آخرهم منذ عدة أيام رفيق السلاح الشهيد وليد دقة.
يتعمّد الإحتلال قطع الكهرباء معظم ساعات اليوم عن الزنانين. كما ويحرص على منع إدخال مواد التنظيف إليها لعدة أيام، مما أدى إلى انتشار الحشرات والأمراض الجلدية بين الأسرى في ظل تزويدهم بمياه الخدمة لمدة ساعة واحدة فقط يومياً.
كما يخصص الغاصب لكل زنزانة أنبوب معجون أسنان واحد شهرياً، وفرشاة أسنان واحدة فقط، ومقدار كأس واحد لا غير من سائل الاستحمام.
فضلاً عن ذلك، فإن كل أسير لا يحوز إلا الملابس التي يرتديها. وهو لا ينام إلا على فرشة رقيقة تكاد تجعل جسده المنهك يلامس أرض الزنزانة التي لا يغادرها إلا ساعة من نهار.
أما بخصوص التعذيب الجسدي والنفسي، ومنع زيارات الأهل والمحامين وبعثات الصليب الأحمر الدولي، فحدث ولا حرج.
وعلى الرغم من هذا السيل الذي لا يتوقف من الانتهاكات، إلا أن إيمان وإرادة أسرانا الصناديد يدفعانهم إلى مزيد من التشبّث بخيار المقاومة والثقة بأهلها الذين ما انفكوا يؤكدون في كلّ مناسبة على التزاماتهم لجهة تصفير سجون ومعتقلات العدو من كلّ الأسرى، الذين أثبت واقع الصراع أن السواد الأعظم من الذين انتزعوا حريتهم منهم، يلتحقون مجدّداً بالعمل المقاوم، فيتابعون الجهاد بهدف تحقيق التحرير والنصر، وإما نيلاً للشهادة. فيما النسبة البسيطة المتبقية تحول بينها وبين متابعة الجهاد ظروف صحية تسبب بها جلادهم.
على كلّ واحد منا مسؤولية كبرى في الانتصار لأسرانا الذين ضحوا بسني أعمارهم ذوداً عن كل الأمة. فلا يكفي الاتكال فقط على المقاومين الذين يؤدون واجبهم في ساحات القتال. ففي مقاطعتنا لكل الشركات الداعمة والمموّلة لكيان عصابات الاحتلال، دعم لصمود بواسلنا. وفي إقامتنا الدعاوى ضدّ المجرمين وملاحقتهم أينما ذهبوا، خطوة في الاتجاه الصحيح. وفي تقديمنا للإخبارات أمام المراجع القضائية بحق كل عميل ومطبع شد لعضد أبطالنا. وفي تسخيرنا كل الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الإجتماعي لخدمة ملف الأسرى وفاء لتضحياتهم.
التحية لعميد الأسرى يحيى سكاف، لجورج عبد الله، لأحمد سعدات، لمروان البرغوثي، وما تعدادهم إلا على سبيل الرمزية. فلكلّ أسير بطل مكانته وتقديره في وجدان كلّ مقاوم، لا بل في وجدان الأمة جمعاء.
باسم هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين نثمّن لكم حضوركم، وانتصاركم لرفقائنا وإخوتنا الأسرى الذين نعاهدهم على الاستمرار في نهجنا حتى ينالوا جميعاً حريتهم التي يستحقونها عن جدارة.
بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن سنبقى مقاومين حتى انتزاع حرية كلّ أسير، واسترجاع جثمان كل شهيد، وتحرير كلّ حق مغتصب.