رحيل خليل طافش.. فصول من المسرح الفلسطيني في الشتات
العربي الجديد
يُنظَر إلى المسرحي الفلسطيني خليل طافش (1943 – 2024) الذي غادر عالمنا اليوم الخميس، بوصفه مؤسّس المسرح الوطني الفلسطيني في الشتات؛ فالفنّان الذي وُلد في قرية عاقر ونشأ في معسكر الشاطئ للاجئين بقطاع غزّة، درس المسرح في “المعهد العالي للفنون المسرحية” بالقاهرة وتخرّج منه عام 1969، وهي السنة التي بدأ فيها نشاطه المسرحيّ في عمّان مع “فرقة حركة فتح المسرحية”.
سيتوقّف نشاط الفرقة مع بداية أحداث أيلول في الأردن عام 1970، لكنّها سرعان ما عادت – بعد عام من ذلك – وقد التحق بها شبّان درسوا المسرح في عواصم عربية مختلفة؛ مثل الفنّان الراحل عبد الرحمن أبو القاسم. وحينها، أدخل خليل طافش، الذي تولّى إدارتها، تغييرات جذرية عليها، من بينها تغيير اسمها إلى “المسرح الوطني الفلسطيني”.
وبعد أن ظلّت أعمالُها في مرحلتها الأُولى مرتبطةً بترويج أفكار “منظّمة التحرير الفلسطينية”، أصبحت الفرقة في مرحلتها الثانية أكثر استقلاليةً. وخلال هذه الفترة، قدّمت الفرقة مسرحية “محاكمة الرجُل الذي لم يحارب”، بإخراج حسن عويتي عن نصّ لممدوح عدوان، وقد عُرضت في الدورة الرابعة من “مهرجان دمشق المسرحي” عام 1972، ثمّ في عددٍ من المدن والقرى التونسية والجزائرية. وقد عُدّت المسرحية، التي تناولت موضوع الخوف الذي يجعل الإنسان عاجزاً عن الدفاع عن حقوقه، بمثابة البداية الفعلية للمسرح الفلسطيني.
عام 1973، قدّمت الفرقةُ عملاً جديداً سيُعدّ بدايةً جديدة لها. المسرحية التي حملت عنوان “الكرسي”، اقتُبست من مسرحية “العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع” لمعين بسيسو وتولّى طافش إخراجها، وتضمّنت خمس لوحات مسرحية شعرية. وحينها، وصفتها وسائل إعلام بأنّها “أهمّ مسرحية تناولت القضية الفلسطينية”.
شاركت المسرحية في “مهرجان المسرح العربي” بالرباط عام 1974. وخلال ذلك، دعا خليل طافش، في مؤتمر صحافي، إلى تشكيل فرقة قومية عربية تضمّ فنّانين من مختلف البلدان العربية، وهو ما حقّقه المسرحي المغربي الراحل الطيّب الصديقي في مطلع الثمانينيات.