وقفة لمركز الخيام بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني وتسليم مذكرة تطالب بالإفراج عن الاسرى المرضى وتسليم جثامين الشهداء

أقام  مركز الخيام لتأهيل ضحايا  التعذيب وقفةأمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، شارك فيها ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والمؤسسات والجمعيات والهيئات والروابط اللبنانية وعدد من الأسرى المحررين.

وتلا نائب الأمين العام للمركز  الاسير المحرر حسيب عبد الحميد  المذكرة الموجهة إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، فقال: ” تتعرض الحركة الاسيرة الفلسطينية لهجمة فاشية وعقوبات قاسية مهينة غير مسبوقة في تاريخ السجون الاسرائيلية فمن العزل والتنكيل ومنع زيارات الاهالي  بمن فيها   طواقم اللجنة الدولية للصليب الاحمر من دخول السجون الاسرائيلية منذ 7 اكتوبر 2023 التي باتت سجونا معزولة خارج الرقابة الانسانية والدولية كليا. فأعداد المعتقلين تضاعفت حتى وصلت في الضفة الغربية ما يقارب 9 الاف اسير و اسيرة ناهيكم عن مئات المعتقلين المخفين قسرًا من غزة وعمليات الإعدام الجماعية، كما ذكرت جريدة هآرتس الإسرائيلية.

لقد حذرنا منذ السابع من تشرين الثاني العام الفائت من خطر الاغتيالات و الإعدامات بحق المعتقلين الفلسطينين انتقاما من عملية طوفان الاقصى فلجأت قوات الاحتلال الى تصفية وقتل خمسة عشر أسيرًا كان آخرهم القائد المفكر الأسير الشهيد وليد دقة.

ما كانت إسرائيل لتتجرأ على عمليات الاعدام و الاخفاء والعزل والتعذيب الممنهج لولا التواطؤ الدولي وصمت معظم المنظمات الحقوقية الدولية وتفرجها على حرب الابادة الاسرائيلية في غزة وجنوب لبنان وهجمات المستوطنين والممارسات الفاشية القمعية في السجون حيث لم نسمع بيانا او همسة ادانة لاسرائيل على جريمة اعدام اسرائيل لعدد من المعتقلين وخاصة الاسير وليد دقة.

واليوم، وبمناسبة 17 نيسان يوم الأسير الفلسطيني ومن امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر نطلق صرخة عاليا و ندق ناقوس الخطر المحدق بآلاف المعتقلين الفلسطينين بدعوة احرار العالم وما تبقى من ضمير انساني بمطالبة اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وبعيدا من التشكيك بدورها الانساني العظيم بمضاعفة جهودها وضغوطاتها على سلطات الاحتلال الاسرائيلي، لوقف هستيريا الهجمة الفاشية للمجرم بن غفير وذلك بالافراج عن الاسرى المرضى وتسليم جثامين الاسرى الشهداء الى ذويهم من وليد دقة الى خضر عدنان وناصر ابو حميد والعشرات غيرهم من الشهداء الاطفال المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال واعادة السماح لطواقم اللجنة الدولية للصليب الاحمر و الطواقم القانونية بزيارة المعتقلين والاطلاع على اوضاعهم المزرية”.

وألقى عبد الله الدنان كلمة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، فقال: “في يوم  الأسير الفلسطيني والعربي، فقدت الحركة الأسيرة مناضلاً استثنائياً من رجالات فلسطين الاوفياء واحداً من الادباء والمفكرين، واحداً من مؤسسي أدب السجون وأبرز مثقفي ومفكري الحركة الاسيرة الفلسطينية هو الشهيد القائد والمفكر وليد دقة”، مؤكدا  ان “استشهاده جاء نتيجة الاهمال الصحي المتعمد الذي تمارسه عصابات الاحتلال، وقد استشهد أكثر من 250 اسيرا نتيجة الاهمال الصحي المتعمد حيال الحركة الاسيرة التي تواجه بإرادة فولاذية  الجلادين الصهاينة”.

و طالب مؤسسات حقوق الانسان والصليب الاحمر الدولي “بالتدخل الفوري لحماية الاسرى والمعتقلين”، مؤكدا “أن شعبنا يواجه عدواً من اكثر الاعداء اجراماً في التاريخ حيث يواصل ارتكاب المجازر وتجويع بحق شعبنا في غزة

ثم تحدث عضو المجلس السياسي في “حزب الله” غالب ابو زينب، فقال: “ان جهاد الاسرى جزء من المعركة الشاملة مع العدو الصهيوني، فالثبات وعدم الخضوع واستمرار المواجهة عملت على اشعار العدو بمدى صلابة وقوة المقاومة الفلسطينية وإصرارها في حرب الارادات على إشعار الصهاينة انهم طارئون محتلون ولا مكان لهم على هذه الارض مهما كانت الظروف، وان الصمت والتواطؤ الدولي الذي يصيب الاسرى وما يتعرضون له من اذى على يد الجلاد الصهيوني اصبح اليوم عاما، فالشعب الفلسطيني البطل يتعرض اطفاله ونساؤه وكبار السن فيه لحرب ابادة حقيقية”.

واشار الى “ان دول الغرب عموما، بقيادة الادارة الاميركية، تحمي هذه الابادة وتعتم عليها وتبرر للجلاد و تحمل الضحية المسؤولية. هذا الغرب المتوحش يتحمل كل ما ينتج من مآس ضد الشعب الفلسطيني، وقد كشف مرة جديدة عن وجهه الاستعماري العنصري الدموي لكن الفارق هذه المرة انه أتى برباطة العنق، فيما هو يمول الحرب بكل قوة ويرسل الاطنان المتتالية التي تقتل ابناء شعبنا، وهذا قمة النفاق والعنصرية. امام ذلك تصبح المنظمات الدولية، ونحن امام واحدة منها، عاجزة عن فعل الشيء الكثير (فيما لو افترضنا حسن النية)، لان من يسيطر على القرار في مجلس الامن وفي مفاصل هذه المنظمات هو الغرب ذاته القاتل و المتوحش”.

كما ألقى أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات كلمةً، وجَّه في بدايتها “التحية إلى جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال”، مُعتبراً أنه “بصمودهم ومقاومتهم في سجون الإحتلال تحوّلوا إلى عنوان للصبر والتحدِّي الوطني”.

واشار الى أن “العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية يتواصل على الرغم من تنديد العالم بأسره بالمجازر الصهيونية وحرب الإبادة التي يقوم بها الإحتلال”، مُطالباً “بوقف العدوان على الفلسطينيين والتصويت للدولة الفلسطينية المستقلة والإنحياز إلى تطلُّعات الشعب الفلسطيني”.

وشدَّد أبو العردات “في يوم الأسير الفلسطيني على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال وعلى ضرورة إعلاء الصوت عالياً لإنصاف الأسرى والمعتقلين”.

كما وجه مسؤول العلاقات السياسية في الحزب “الشيوعي اللبناني” الدكتور حسن خليل “التحية الى الاسرى المقاومين في السجون الاحتلال والى  شهداء المقاومة الفلسطينية التي تقود اليوم معركة الدفاع عن فلسطين، الى جانب كل القوى المقاومة في المنطقة”، مثنيا على “الخيارات التي اتخذها الشعب الفلسطيني بدحر الاحتلال بأن يكون الرد فقط بالمقاومة من اجل بناء دولة وطنية فلسطينية على كامل تراب فلسطين وعاصمتها القدس”. وقال: “هذا هو الخيار المتاح امام شعبنا الفلسطيني ومن خلفه شعوبنا العربية وكل احرار العالم كي نسقط هذا التآمر اليوم بتصفية القضية الفلسطينية”، محذرا “من اسقاط هذه القضية في متاهة التفاوض الذي لم يؤد الى اي حل بل الى تعميق الانقسام الفلسطيني من جهة والى ابتعاد و تقليص الجغرافيا الفلسطينية الى حد لا تتسع ليس فقط لسكان فلسطين وانما لاحلام سكان فلسطين”.

ورأى مسؤول العلاقات اللبنانية في حركة “الجهاد الاسلامي” محفوظ منور انه “في يوم الاسير الفلسطيني فرصة ان نحمل المسؤوليات لكل المؤسسات المعنية وعلى رأسها منظمة الصليب الاحمر الدولي”.

وقال: ” الانسحابات التي حصلت في شمال غزة للمؤسسات الدولية أباحت للعدو ان يعتقل الكثير حتى وصل عدد المعتقلين الى ما يقارب 10 الاف معتقل، ومن غزة وحدها وصل العدد الى 4 الاف بين رجل و امرأة وطفل”، مشددا على ان “اليوم هو فرصة لتعود هذه المؤسسات الى ممارسة دورها ومسؤوليتها تجاه هذا الملف”. ووجه التحية الى الشهيد وليد دقة والى جميع الشهداء و الاسرى والى الشعب الفلسطيني في فلسطين و في الشتات.

وفي الختام، سلم رئيس مركز الخيام محمد صفا المذكرة الى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وانتقد صفا “بشدة الشعارات المسيئة للجنة الدولية التي يجب ان نطالبها بتكثيف ضغوطاتها وليس التشكيك بدورها الإنساني.