المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
تزامنًا مع الإضراب التضامني مع أهلنا في غزة، ودعمًا لدعوة جنوب أفريقيا لوقف الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صيدا اعتصامًا أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مخيم عين الحلوة، وذلك يوم الإثنين في 15-1-2024، وقد تقدم الاعتصام مسؤول الجبهة في منطقة صيدا سعيد أبو ياسين، وعدد من أعضاء قيادة الجبهة والكادر، وفصائل فلسطينية وأحزاب ومكاتب نسوية، ولجان شعبية.
استهل الاعتصام بكلمة ترحيبية بالحضور والكلام على المناسبة قدمها الرفيق سليمان الأحمد، ثم كانت كلمة لعضو قيادة منطقة صيدا الدكتورة انتصار الدنان، استهلتها بالترحيب بالحضور وبتقديم التحية لشعبنا في غزة الذي يصمد في وجه العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني، وبتقديم التحية لجنوب أفريقيا التي تقاضي الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”، وقالت:” لقد قام العدو الصهيوني ومازال بأبشع المجازر ضد شعبنا في غزة. هذه الجرائم لم يشهدها التاريخ من قبل، لقتل متعمد لأكثر من ثلاثين ألف مدني مستهدفًا الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الآمنين في منازلهم، والمستشفيات والمساجد والكنائس، ومراكز الإيواء في مدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة، هذا عدا عن أسر عدد كبير من الرجال والنساء واقتيادهم إلى جهة مجهولة وتعذيبهم وقتلهم وسرقة أعضائهم، وتعرية الرجال من ملابسهم، وسرقة أطفال رضع، وقتل الأطفال وسرقة ما يملكه الفلسطينيين من مال ومصاغ، كما استهدف الطواقم الطبية والصحافيين حيث عمد إلى قتل أكثر من مائة وسبعة عشر صحافيا، كما استهدف عوائلهم.
إن هذا الإجرام الممنهج والموافق عليه من أعلى المستويات دوليا ليس وليد الساعة، ولم يبدأ مع بداية 7 أوكتوبر(صبيحة هجمة كتائب القسام وفصائل في المقاومة الفلسطينية)، بل هناك تاريخ طويل من الاضطهاد للشعب الفلسطيني، قطع الطريق على الحكومة الصهيونية بالاستشهاد بحركة حماس ذريعة لعملية الإبادة ضد الفلسطينيين.
وإننا اليوم نقف هنا لندعم جنوب أفريقيا بدعواها المقدمة بتهمة الكيان بارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، وإذ نحيي فريق جنوب أفريقيا الذي أوضح، منذ بداية الجلسة، أن القضية هي “اتهام إسرائيل بارتكاب حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة”، وأنه لا مكان لأي اتهامات ضد “حماس” في هذه المحكمة، إذ إن “حماس” ليست دولة. وقد وضعت المحكمة المتمكنة بالحجة القانونية والفهم التاريخي للاستعمار والإيمان بالعدالة كيان العدو تحت طائلة المساءلة والمحاسبة أول مرّة في تاريخها، وهذا بحد ذاته إنجاز، بل خرق لحلقة الصمت والظلم العالمي للشعب الفلسطيني، ولم يتصور الكيان أنه سيواجه مثل هذه اللحظة، فاحتقاره القوانين الدولية بلغ ذروته في عدوانه على غزّة، إلى درجة أن مسؤوليها كانوا يتنافسون في إطلاق تصريحات تحرّض على القتل، بل والإبادة. لكن الفريق القانوني لجنوب أفريقيا وضعها أمام العالم، دليلاً على نيّة مسبقة لارتكاب حرب إبادة في غزّة. وفي هذه الحالة، لم يوفر أيّ مسؤول إسرائيلي فرصة للتهديد بالقتل والسحق والتدمير وتقويض إنسانية الفلسطينيين، من إسحق هيرتسوغ، مروراً برئيس الحكومة نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينيّة المتطرّفة في عنصريتها، حيث راحت تتحدّث بلهجة القوّة العسكرية التي لا رادع أو وازع أخلاقيًّا لها. والمسؤول أولاً أميركا التي تحمي الكيان الصهيوني من أي إثباتاتٍ سياسية وقانونية، لكن “مرافعة العصر” جرّدت إسرائيل من كل أقنعتها، وخلعت عنها ثوب الضحية الذي ترتديه تحصيناً لها من عواقب جرائمها.
لذا يجب الاستمرار في المعركة القانونية، لأنها أحد أشكال التضامن والمقاومة، حتى تقاضي هذا الكيان وتضغط عليه لوقف العملية العسكرية ضد غزة، كما يجب استمرار عملية المقاطعة ومناهضة التطبيع، فمشاعر معاداة إسرائيل قوية لكنها تفتقر إلى الفعل.