أبرزتحقيقات

لا طعم لرمضان هذا العام في غزة

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

منذ السابع من أكتوبر\ تشرين الأول 2023، يشن العدو الإسرائيلي حربًا همجية على غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، وتهجير الآلاف منهم إلى رفح التي تكتظ بالسكان، التي لم تسلم من نيران العدو الذي ما زال يستهدف المدنيين، بالإضافة إلى ذلك، يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى مجاعة حصدت حتى اللحظة 28 شخصًا من الأطفال والمسنين في القطاع الذي يقطنه حوالي 2.3 مليون فلسطيني، بينهم أكثر من مليون نازح جراء الحرب، ومازال العدو مستمرًا في شن حملته الهمجية، وحرب الإبادة، على القطاع مع دخول شهر رمضان المبارك، وعليه، فإن أهالي غزة يعانون معاناة مضاعفة، حرب إبادة، وحرب تجويع، بسبب فقدان كل المواد الغذائية التي يجب الحصول عليها، هذا عدا عن حرمانهم من المياه، ومع دخول شهر رمضان شهر الصيام لا يجد أيضًا الفلسطينيون في غزة غير المعلبات للإفطار والحشائش هذا إن وجد.

يقول أحد النازحين مع عائلته من شمال غزة إلى رفح:” لا طعم لرمضان هذا العام، فنحن لا نشعر به، هناك نقص بالمواد الغذائية الضرورية، فلا مواد غذائية تدخل إلينا، ولدينا نقص بالمواد الأساسية، وليس هناك بنية تحتية، ولا كهرباء، وهناك شح بالمياه، لكني وأولادي ما زلنا بخير، ليس لنا إلا الله في ظل هذا العدوان الإجرامي الذي يشن علينا، وكثر من النازحين وأهل رفح حالهم كحالنا. تركنا شمال غزة، تحت نيران العدو، نهرب منها من مكان إلى مكان إلى أن وصلنا. بيتنا قصفه العدو مع العديد من البيوت التي تجاوره، نجونا من الموت، لكننا ما زلنا على موعد معه في أي وقت، وربما نموت بنيران العدو أو بسبب حملة التجويع التي يقوم بها ضدنا. نعيش في الخيام عند المنطقة الحدودية مع مصر”.

 وعن المساعدات التي تسقطها الطائرات على غزة، قال:” معظم المواد الغذائية التي يتم إنزالها منتهية الصلاحية، علمًا أن العدو الإسرائيليي يستهدف بنيرانه متلقي المساعدات، وعن المساعدات التي تقدمها وكالة الأونروا، قال:” إن المساعدات التي تقدمها الوكالة هي عبارة عن معلبات، والعديد من تلك المعلمات منتهية الصلاحية، بسبب فرض الحصار على غزة من قبل العدو ومنعه إدخال المساعدات حتى للوكالة”.

 وأضاف، الطائرة الأردنية أنزلت عشرين صندوقًا، نصف هذه الصناديق مواد خاصة بمرض كورونا، والنصف الثاني مواد قديمة جدًا، أما التركية فقد ساهمت بمضاد حيوي منتهي الصلاحية من سنتين، وحتى إن هذه الصناديق لا تنزل كلها في غزة، فبعضها في المياه وأخرى في مناطق مختلفة قريبة من غزة.

وضعنا صعب جدًا لدرجة لا توصف أبدًا، فالناس يعيشون على العدس والفول والخبز الذي تقدمه الوكالة، ولا مواد غذائية في السوق إلا ما كان قديمًا، فالبصل بأغلبه ضربه العفن، ويبلغ سعر كيلو الخيار في السوق من دولارين إلى أربعة دولارات، أما علبة الدخان وصلت إلى سعر جاوز الخمسين دولارًا، والطحين يدخل بكميات قليلة للوكالة، وهي بدورها تسلمه للعوائل وفق عدد أفراد الأسرة، فكل ثلاثة أشهر يتم تسليم العائلة من كيسين إلى ثلاثة أكياس، وهذه الكمية من الطحين لا تكفي العائلة سوى أسبوعين فقط، وبعدها يضطر الناس شراء الطحين من تجار يعملون بتهريب الطحين.

لا يوجد غير المعلبات، فلا لحوم ولا دجاج، وإن وجد ودخل إلى رفح الدجاج يتم بيع الدجاجة الواحدة بثلاثين دولارًا، وطبعًا في ظل شح السيولة المادية، لا يستطيع أحد شراء الدجاج، ونحن في شهر رمضان، ونحتاج إلى أطعمة مفيدة، لكننا لا نستطيع الحصول إلا على الفول والعدس الذي يأتي للوكالة، وطبعًا هذا الطعام مضر لجسم الإنسان لأنه كله فيه مواد حافظة، كذلك يوجد في رفح مطبخ الإغاثة الامريكي تدخله مواد غذائية من خلال المؤسسات، لكن الطبخ هذا لا يكفي ليسد جوع الناس.

يضيف، ربما نحن وضعنا أفضل على قلة الموارد والجوع من أهل شمال غزة، فالمجاعة الأكبر هي في شمال غزة، وبيت لاهيا، وبيت حنون، فنحن هنا تدخل إلينا بعض المساعدات، لكن في تلك المناطق لا تدخلها أي مساعدات نهائيًا، ونحن في شهر رمضان المبارك، فكيف سيتحمل الناس هذا الجوع؟

يختم، لا  أجبان ولا ألبان، وحتى البيض الذي نجده فهو منتهي الصلاحية، حتى علب اللحمة أيضًا، القطط لا تقبل بأن تأكلها، وضعنا سيئ، وهو إلى الأسوأ إن لم تدخل شاحنات محملة بمواد غذائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى