الفلسطينية

دائرة شؤون اللاجئين وحق العودة تناقش موضوع الأونروا وأوضاع اللاجئين في لبنان

بوابة الهدف الإخبارية

أقامت دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية  لقاءً حوارياً حول أوضاع اللاجئين في لبنان ومعاناتهم في ظل الظروف المعيشية القاسية، وذلك يوم الثلاثاء في الخامس من آذار 2024 في قاعة أكاديمية دار الثقافة في مخيم مار الياس في بيروت، كما دار نقاش حول وضع الأونروا التي تتعرض لاستهداف غير مسبوق وبشكل مرّكز بعد السابع من أكتوبر.

 أدارت الحوار الرفيقة سميرة صلاح. وكانت كلمة الافتتاح لمسؤول الدائرة الرفيق أبو جابر اللوباني، قدم الرفيق صلاح صلاح تصوراً شاملاً حول وضع اللاجئين الفلسطينيين الذي يشكل جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني، وقد عقّب على الموضوع د. محمود العلي.

كما تحدث الأخ علي هويدي عن وضع الأونروا وتفكيكها وانتقال عملها للتنمية بدلاً من الإغاثة، وعقّب على الموضوع الرفيق عارف أبو خليل.

وفي الحديث عن اللاجئيين الفلسطينيين شرح الرفيق صلاح صلاح البعد السياسي الذي أدى لوجود لاجئين، وهو الصراع الطويل مع المشروع الصهيوني الذي أسفر عنه اغتصاب فلسطين وتشريد حوالي مليون فلسطيني حول العالم.

وأكد أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي محور الصراع وعنوان استمراره، فحلها ينهي المطالبة بالحق، ولهذا بدأت منذ أوائل الخمسينات تتوالى المشاريع برعاية الولايات المتحدة الأميركية أو بمبادرة منها لطرح المشروع  تلو الآخر، لحل مشكلة اللاجئين والصلح مع (إسرائيل) وبموافقة الدول العربية.

مشدّداً على أن القيادة الفلسطينية التي راهنت على الحل السياسي لم تكن وفية للاجئين ولم تقدر نضالتهم وتضحياتهم لحماية حقهم بالعودة عن طريق التحرير حيث عملت على تقديم بدائل لهم بالتوطين والتهجير والتجنيس في البلدان المقيمين فيها أو آخرى تقبل بهم.

كما تحدث الرفيق صلاح صلاح بشكل مفصل عن أوضاع اللاجئين الفلسطينين في لبنان لأنهم الاستثناء في معاناتهم وفي ظروفهم القاسية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأماكن الآخرى، مستعرضاً أربعة مراحل في قراءته للوجود الفلسطيني في لبنان

المرحلة الأولى وهي بداية اللجوء إلى لبنان التي استمرت حتى عام 1958  حيث كان الهم الأساسي لللاجئين الفلسطينيين في هذه المرحلة يتركز على التغلب على أوضاعهم الاقتصادية الصعبة والغير إنسانية، والاستفادة من فرص العمل المفتوحة أمامهم

وتحدث الرفيق صلاح عن حركة القوميين العرب التي مثلت مرجعية حقيقية وفاعلة وموثوقة للفلسطينيين في لبنان، وهذا بسبب تركيزها على الموضوع الفلسطيني والمشاريع التي كانت مطروحة لتصفيتها، وإهتمامها بمشاكل اللاجئين والنضال معهم لمعالجتها.

أما المرحلة الثانية فهي المرحلة الأكثر مأساويةً  والتي عانى فيها الفلسطينييون في لبنان والتي امتدت من عام 1959 حتى عام 1969

وأطلق الرفيق صلاح صلاح على  المرحلة الثالثة مسمى المرحلة الذهبية التي وصل فيها تأثير انطلاقة الثورة الفلسطينية وتصاعدها بعد النكسة عام 1967 إلى لبنان، فحصلت هّبة جماهرية في نيسان 69 ضد مكاتب الشعبة الثانية، كرمز للتسلط والقمع، تعاطفت معها الحركة الوطنية اللبنانية فخرج قادتها على رأس مظاهرات ضخمة شكلت سابقة انتفاضة لبنانية فلسطينية شلت الحياة السياسية في البلد ولم تتوقف إلا بعد تدخل الرئيس عبد الناصر والتوصل إلى ما سمي ” اتفاق القاهرة”

وكانت المرحلة الرابعة بخروج المقاومة الفلسطينية ومؤسسات منظمات التحرير الفلسطينية من لبنان مما كشف العورة وفضح المستور.

وتناول الرفيق صلاح خلال الحوار الحروب الكثيرة الداخلية والخارجية التي تعرض لها لبنان، والتي كان المتضرر الأكبر منها هي المخيمات، حيث تعرضت لاستهداف مبرمج  يهدف إلى دفع ساكنيها لهجرةٍ قسرية، وأضاف أن بعض المخيمات جرى تدميرها بالكامل ولم يسمح بإعادة بنائها (النبطية، تل الزعتر، جسر الباشا) وبعضها دمر كلياً وأعيد بناؤه (عين الحلوة، شاتيلا، نهر البارد) وبعضها دمر جزئياً (الرشيدية، البص، برج الشمالي، برج البراجنة)

من جانبه تحدث الأخ علي هويدي عن تعرض الأونروا لاستهداف مركز وخاصة بعد السابع من أكتوبر مشيراً إلى أن الأونروا تتعرض في الوقت الراهن لعملية تفكيك مكثفة لانتقال عملها من التنمية إلى الإغاثة، وذلك في سياق شطب مسمى لاجئ كمقدمة لإنهاء قضية اللاجئين وحق العودة.

وأضاف هويدي أن عملية التفكيك تأتي في سياق شيطنة وكالة الأونروا من خلال أكاذيب ومزاعم نشرتها المنظمة الصهيونية تدعي وجود تنسيق دائم بين بعض موظفي الأونروا والمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس ، مشدّداً على أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك أي إثبات على هذه المزاعم.

وأشار هويدي إلى استغلال الحدث في الضفة الغربية بعد صدور قانون من الكنيست (الإسرائيلي) ينص على إغلاق المقر الرئيسي لوكالة الأونروا في حي الشيخ جراح، وصدور تعميم من قبل الاحتلال لموظفين الأونروا بإخلاء المراكز.

مؤكداً أنه في حال حدوث إقفال لمكاتب الأونروا في الضفة الغربية سيكون لذلك تداعيات كبيرة على مؤسسة الأونروا ككل وعلى خدماتها المقدمة لأكثر من 6 مليون فلسطيني، كما أنه في حال تعليق المساعدات المالية من 17 دولة تعتبر مشاركة مباشرة في حرب الإبادة والعقاب الجماعي وحرب التجويع على قطاع غزة.

وتحدث هويدي خلال النقاش على المفارقة في تشكيل غوتيرش لجنة مراجعة لعمل الأونروا وتسليمها لوزيرة خارجية فرنسا السابقة كاترين كولونا، في حين لم يدعو إلى تشكيل لجنة للتحقيق في العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مؤكداً على أن ذلك يتعبر تطاولاً على وكالة الأونروا من المنظمة الدولية واستخفافاً بها  بعد السماح بتشكيل لجان تحقيق.

وأضاف هويدي على ضرورة التوعية المستمرة بالمخاطر المحدقة لإنهاء عمل الأونروا على المستوى السياسي والإنساني، حيث تسعى أميركا والاحتلال الصهيوني إلى تدمر الأونروا  لنسف مسمى لاجئ وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى