بيروت – خاص، لاجئ نت|| 14 أيار، 2025
“ليست النكبة حدثًا طارئًا، بل جرح وطني عميق ما زال الفلسطينيون يعانون منه حتى اللحظة.” بهذه الكلمات المؤثرة استهلت الكاتبة والإعلامية الفلسطينية انتصار الدنان حديثها لشبكة “لاجئ نت” بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، في إشارة إلى أن هذه الذكرى ليست مجرد استحضار لتاريخ مضى، بل هي تذكير بواقع مستمر من التهجير والمعاناة.
الإعلام الفلسطيني.. مقاومة وحارس للذاكرة:
ترى الدنان أن دور الإعلام الفلسطيني اليوم يتجاوز نقل الأخبار والأحداث، خاصة في ظل ما تشهده غزة من عدوان مستمر. وتؤكد أن “الإعلام الفلسطيني هنا، هو حارس للذاكرة وضمير للواقع، في ظل ما يحدث في غزة، فالإعلامي صار خطّ الدفاع الأول ضد النسيان، وضد الرواية المضللة.” وتصف الإعلام الفلسطيني بأنه “مقاومة في الميدان” و”وسيلة لحماية وحفظ الذاكرة الفلسطينية وحماية الذاكرة الجماعية وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.”
تحديات جمة في إيصال الرواية الفلسطينية:
توضح الدنان أن الإعلاميين الفلسطينيين يواجهون تحديات هائلة في سعيهم لإيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم. وتشير إلى أن هذه التحديات تبدأ من “الواقع الميداني القاسي والبيئة السياسية الدولية”، حيث يتعرض الإعلامي لخطر القتل أو الإصابة المتعمدة من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة في غزة. وتضيف أن تدمير المقرات الإعلامية وقصفها، والتضييق على النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمثلان عقبات إضافية. كما تلفت إلى معضلة “ضعف التمويل وصعوبة الوصول إلى المنصات الدولية الكبيرة” التي تعيق إنتاج محتوى بمقاييس عالمية. ورغم كل هذه الصعاب، تشدد الدنان على أن الإعلاميين الفلسطينيين يواصلون “القيام بدورهم في عملية نقل وتوثيق المشهد وحماية الذاكرة الفلسطينية.”
المحتوى الرقمي.. نافذة أمل لتشكيل الوعي العالمي:
تؤمن انتصار الدنان بالقوة الكامنة في المحتوى الرقمي لإعادة تشكيل الوعي العالمي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين. وتوضح أن “المحتوى الرقمي أتاح للفلسطينيين أن ينشروا روايتهم ليراها العالم، وذلك من خلال نشر صور وفيديوهات وشهادات حيّة من اللاجئين وأصوات من داخل المخيمات.” وترى أن هذه الأدوات الرقمية تمنح الفلسطينيين منصة مباشرة لسرد قصصهم وتوثيق معاناتهم، مما يمكن أن يخلق تعاطفًا وفهمًا أعمق للقضية على المستوى العالمي.
في ختام حديثها، تؤكد انتصار الدنان على الدور الحيوي للإعلام الفلسطيني في وجه محاولات طمس الحقيقة والذاكرة، مشددة على أهمية استمرار الجهود الإعلامية في توثيق النكبة المستمرة وإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع.
