أبرزتحقيقات

أفواج الإطفاء الفلسطينية شريك بعمليات الإنقاذ في لبنان

العربي الجديد- انتصار الدّنّان

تساهم أفواج الإطفاء الفلسطينية في عمليات البحث والإنقاذ وإخماد الحرائق في المناطق التي يستهدفها العدوان الإسرائيلي على لبنان، ضمن جهود مساندة الدفاع المدني اللبناني منذ بدأت الأعتداءات الإسرائيلية قبل أكثر من عام.
يقول القائد العام لأفواج الإطفاء الفلسطينية في لبنان، تامر الخطيب، المقيم في مخيم عين الحلوة: “لدينا ثمانية أفواج إطفاء، ويبلغ تعداد أفرادها 250 عنصراً، ونقدم خدمات البحث والإنقاذ والإطفاء والإسعاف، ونحن موجودون في مخيمات الرشيدية، والبص، وبرج الشمالي في منطقة صور، وفي مخيم عين الحلوة بصيدا، ومخيم شاتيلا في بيروت، ومخيم نهر البارد بالشمال، ومخيم الجليل ببعلبك، وهناك نقاط جديدة نعمل فيها منذ بدء العدوان، وهذا يتطلب أن نكون على أهبة الاستعداد، وفي حالة استنفار دائمة”.
يضيف الخطيب: “بعد تهديد مخيم الرشيدية عززنا فرق الإنقاذ والإطفاء، وفوج مخيم نهر البارد يعمل مع النازحين، وفريقنا في منطقة الشمال جاهز بشكل دائم لتقديم خدماته، كما أن فرقنا في الجنوب تقدم خدمات الإنقاذ والإطفاء، وعمليات الإسعاف نتركها للمتخصصين في الهلال الأحمر الفلسطيني. تتطلب المهام جهداً كبيراً، ونتعاون مع الدفاع المدني اللبناني ضمن خطَط الطوارئ”.
يتابع: “مشاركتنا في الإنقاذ والإطفاء واجب، وعمل منظم ضمن شراكة قائمة، فنحن جزء من لجنة الكوارث بصيدا، وفي منطقة عين الدلب التي تعرضت لعدوان إسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع، قمنا بإنقاذ سبعة أشخاص، وانتشال جثامين شهداء، وتركز عملنا خلال الأيام الخمسة الأولى من العدوان في بلدة الغازية، وكل مناطق محيط مخيم عين الحلوة. نحن على تواصل مباشر مع الصليب الأحمر اللبناني، ونبلغهم بجميع تحركاتنا. لم يتم استهدافنا، وحركتنا ضمن الإطار الطبيعي، لكن العدو لا يحترم المواثيق الدولية”.
ويؤكد الخطيب: “عمليات البحث والإنقاذ ورفع الأنقاض التي نقوم بها تتم على المستوى المطلوب، ونوجد للتدخل بشكل مباشر في الأماكن التي تتعرض للعدوان، وخبرتنا والتدريبات التي يتلقاها عناصر الفريق تخولهم إلى القيام بكل التدخلات المطلوبة. المعوقات والصعوبات قائمة دائماً، إذ يوجد أناس ليسوا من أصحاب الاختصاص في عمليات البحث والإنقاذ، وكذلك وجود مدنيين وأهالٍ في المباني التي دمرها الاحتلال، كل ذلك يسبب لنا مشاكل خلال عملية البحث والإنقاذ، لأن محور عملنا في الساعة الأولى يكون عن طريق سماع أصوات الأشخاص الأحياء بعد تعرضهم للاستهداف، وهذا يحتاج إلى وعي المواطنين، وعدم تجمهرهم في أماكن الإنقاذ، وأيضاً للحفاظ على سلامتهم. من المعوقات الأخرى استهلاك المعدات، ونعمل بشكل دائم على صيانتها حتى تكون بأعلى جهوزية”.

ويقول المتطوع في أفواج الإطفاء الفلسطينية بمخيمات لبنان، أحمد عز: “تجربتنا في عمليات البحث والإنقاذ طويلة، ونواجه حالات صعبة، فمن الممكن أن يكون الذين تعرضوا للاستهداف تحت عدة أسقف، وأجهزة الإنقاذ في مدينة صيدا ضعيفة، لكننا رغم ذلك نقوم بعمليات الإنقاذ بالإمكانيات الموجودة”.
يتابع: “بالنسبة للأحياء الموجودين تحت الركام تستغرق مدة الإنقاذ وقتاً طويلاً لطبيعة المكان الموجود فيه المصاب، فإذا كان المصاب صاحياً نستطيع التحدث معه للوصول إليه، بينما إذا كان غائباً عن الوعي، نضطر إلى استخدام الآلات، لكن هذا يحتاج إلى وقت، وفيه خطورة، فإذا رفعنا حجراً من الممكن أن يسقط على المصاب، وفي هذه الحالة نتعرض جميعاً لخطر الموت، علماً أن معدات السلامة موجودة، ومعدات البحث والإنقاذ موجودة، لكننا في الوقت نفسه نتعرض لخطر الاستهداف، ورسالتنا من خلال مشاركتنا في عمليات الإنقاذ، هي أننا جميعنا شعب واحد، والعدوان لا يميز بيننا، وفي هذه الظروف يجب علينا أن نتكاتف، فرسالتنا إنسانية، ونعمل ضمن خطة طوارئ أعددناها تحسباً لأي عدوان”.

ويقول مدير عمليات أفواج الإطفاء الفلسطيني في لبنان، وقائد منطقة صور، أحمد تُكلي “أبو عبد الله”، المقيم في مخيم برج الشمالي: “منذ بداية العدوان على الجنوب، نشارك في عمليات الإنقاذ، ونتابع كل الغارات والاستهدافات التي تحصل، ثم نتوجه إلى المناطق التي تم استهدافها، ونقوم بعملية البحث والإنقاذ، وإسعاف الجرحى، وانتشال جثامين الشهداء، وإطفاء الحرائق، وبعد التهديد الإسرائيلي لمخيم الرشيدية، رفعنا جهوزيتنا”.
ويتابع: “شاركنا في عدة عمليات إنقاذ، وفي عملية إطفاء بعد استهداف منطقة قريبة من مخيم برج الشمالي، تم استهداف المكان مرة ثانية، فأصيبت السيارة بشظايا، كما وقعت إصابات. وشاركنا في إطفاء حرائق في جمجيم، والقاسمية، والعباسية، والبص، ومساكن برج الشمالي، وضواحي الرشيدية، وعملنا إنساني، وواجبنا أن نكون بجانب الإخوة اللبنانيين، كما نواجه أخطاراً عديدة، فالعدو يستهدف سيارات الإسعاف والدفاع المدني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى