مقالات

في رحيل الرئيس سليم الحص

عمر خطاب- أبو وسيم

-المقدمة:
1- رحل ضمير لبنان ونحن احوج ما نكون اليه، رحل وحلمه الدائم تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها وعودة اللاجئين،
رحل والمنطقة في أحلك ظروفها تخبئ المفاجآت، والشعب الفلسطيني في أوج معنوياته بعد طوفان الأقصىـ رغم سياسة الإبادة والإزالة والمحو من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه، أجانب وعرب، وفي مقدمهم الإدارة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا، لكن بصمود المقاومة ومحورها، والتفاف جماهيرها حولها أحد عشر شهرًا، ولم تزل تلقن العدو دروسا في الصمود والمواجهة بالإيمان، والصبر، والإرادة والعزيمة ومسك الارض التي عكست أزمات متنوعة في الكيان ومجتمعه، وجنوده حتى أركان حكومته.
2- شاء القدر أن يرحل، ومعه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطيني القدومي، والذكرى23 لاستشهاد الأمين العام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد أبو علي مصطفى، وأربعين الشهيدين رئيس حركة حماس إسماعيل هنيه،  والقائد العسكري في حزب الله الشهيد فؤاد شكر .
بعض المواقف لدولة الرئيس سليم الحص.
1:-التزامه القضية الفلسطينة والقضايا العربية.
 2:-رفض 17 أيار المشؤوم (لبنان والكيان المحتل)
3:-الموقف من تحرير الجنوب سنة 2000 من جيش الاحتلال.
4:-الموقف من حرب  2006بين لبنان والاحتلال.
كان موقفًا فذًا ورائعًا، بالتعاون والتنسيق، بل دمج الرؤيا مع فخامة الرئيس إميل لحود.
الاثنين معًا كانا إلى جانب المقامة بالمطلق، وضد الاحتلال بالمطلق.
5:-الموقف المبدئي والقيمي الدائم من القضية الفلسطينية أرضًا وشعبًا، والعمل الدائم لإقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ما تقدم من مواقف أساسها الرؤيا السليمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية انطلاقًا من مبدئيته، والتزامه المبدئي والقيمي والمعرفي.
6:-لا بد من الإشارة الى موقفه النبيل من تأشيرة (فيزا)، الدخول للفلسطيني الى لبنان التي أقرت في شهر 9/1995
(منع دخول الفلسطيني الى لبنان ما لم يكون حاصلا على تأشيرة دخول على وثائق السفر التي يحملهاـ حتى لو كانت لبنانية من البلد المقيم فيه، ومنع لبنان سفاراته في الخارج منح أي وثيقة سفر للفلسطينيين قبل العودة الى وزارة الخارجية وأخذ رأي الأمن العام لتنفيذ هذا الاجراء). جريدة السفير في 11/9/¹995 رقم/7182
وفي تصريح لوزير الداخلية اللبناني في 9/9/1995
أشار إلى أن الفلسطينيين الذين  هم خارج لبنان، ويحملون وثيقة سفر لبنانيةالحصول على تأشيرة دخول الى لبنان.
 مجلة الدراسات الفلسطينية  عدد 24 /1995 ص:-227
7:-لقد ألغى دولة الرئيس التأشيرة المشار لها .
لقد ترك دولته وقعًا وبصمة دائمة بين صفوف الشعب الفلسطيني. إثر قرار الإلغاء التقى وفد شعبي فلسطيني من مخيم عين الحلوة، وقدم الشكر والامتنان لإلغاء التأشيرة، واعتبره الوفد موقفا عروبيا مؤيدًا للقضية الفلسطينية في كل ما تعنيه الكلمة من معنى.
استقبل دولته الوفد استقبالا حارا قائلا:” هذا من أقل الواجبات الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني
إن القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا، والشعب الفلسطيني في لبنان أمانة في أعناقنا، علينا ان نوفر له وسائل الراحة حتى يعيش بكرامة، واعطاءه حقوقه المدنية والانسانية، وتأمين حياة آمنة له وللبنانيين .
مثل ضمير لبنان وفلسطين والعروبة. اعتمد مبدأ لم يفارقه ان القضية الفلسطينية قضية العرب والاحرار في العالم لقد كان قدوة لمن امتثل بأفكاره وسلوكه وأخلاقه وقيمه .
رحم الله  النبيل والمتواضع، دولة الرئيس سليم الحص، عزاؤنا الى ابنته السيدة وداد الحص، وعائلتها الفاضلة،
والى الشعب اللبناني والمؤسسات الرسمية ورؤسائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى