الجبهة الشعبية ولجان المرأة الشعبية الفلسطينية في بيروت أحيت ذكرى النكبة وعيد العمال
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية بتحرير فلسطين في لبنان
أقامت الجبهة الشعبية ولجان المرأة الشعبية الفلسطنية في بيروت مهرجانًا في قاعة الشعب، بمخيم شاتيلا، وذلك يوم السبت في ١٨ أيار ٢٠٢٤، بحضور مسؤول الجبهة في بيروت مازن دسوقي، وقيادة الجبهة، وعدد من الرفاق والرفيقات، وفصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني.
بدأ المهرجان بالنشيد الوطني الفسطيني، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم رحبت مسؤولة لجان المرأة الشعبية الفلسطينية في بيروت منار شامية بالحضور، وتحدثت عن ذكرى النكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨، وتهجير شعبنا الفلسطيني من أرضه ومدنه وقراه، وتشريده في البلدان العربية، وتوجهت بالتحية لأبناء شعبنا في غزة، والضفة، والقدس والشتات، وأشادت بنضال وتضحيات شعبنا الفلسطيني، ومقاومته الباسلة.
ثم كانت كلمه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان هيثم عبده، استهلها بالترحيب بممثلي الأحزابِ، والفصائلَ، واللجانِ والمؤسساتِ والجمعياتِ والاتحاداتِ والأنديةِ، والفعالياتِ الثقافيةِ والتربويةِ والاجتماعيةِ والإعلامية، وللرفاق والرفيقات، وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطين، ولجان المرأةِ الشعبيةِ الفلسطينيةِ.
وقال:” ستٌ وسبعون عاماً ومازالت الجريمةُ متواصلةٌ ، تتداعى فصولُها وتحفرُ في ذاكرةِ الزمنِ حكايةَ شعبٍ يأبى الموتَ وينتصرُ على النسيانِ، خالداً في ذاكرةِ الإنسانيةِ، يرنو بعينيِ عاشقٍ نحوَ معشوقتِهِ الأبديةِ، إلى فلسطينَ أرضِ الطهرِ والعزةِ والكرامةِ، كانت وستبقى نسمةَ الروحِ العابقةِ بسحرِ الكونِ، تلونُهُ بأناملِها بألوانِ الحياةِ التي تأبى النسيان. ستٌ وسبعون عاماً من البطولات والتضحيات، ما لانتْ لنا قناةٌ، ولا فَترتْ لنا عزيمةٌ، نعشقُ الحياةَ ما استطعنا إليها سبيلا، نتحدى الموتَ ونكتبُ على جبينِ الشمسِ أسطورةَ شعبٍ لا يعرفُ المستحيلَ.
في ذكرى النكبةِ، نرى الأشجارَ تبكي أوراقَهَا، والسماءَ تنثرُ دموعَها، على أرضٍ ضاعتْ حدائقُها.
أما غزةُ، فهي اللؤلؤةُ التي تُرصعُ تاجَ البطولةِ تتحدى الريحَ، وتزهرُ أملاً في وجهِ الإحتلالِ.
نلتقي اليومَ في الذكرى السادسةِ والسبعين لنكبةِ فلسطينَ، لنكرمَ معاً نخبةً من المناضلاتِ اللواتي صنعْنَ تاريخاً، ورسمْنَ للحريةِ أروعَ الألوانِ، ولنتذكرَ معاً ونعيدَ إلى الأذهان ذكرى النكبةِ. والأحزانُ تعودُ إلى القلبِ والوجدانِ، وبذاتِ الوقتِ ولأننا شعبٌ يحبُ الحياةَ، فإننا نكرمُ اليومَ مناضلاتِنا، في يوم العمالِ. نكرمُ شموساً في سماءِ النضالِ، لا تعرفُ الأفولَ ولا الزوالَ. نستذكرُ بطولاتِهِن، ونقفُ إجلالاً لتضحياتهن.
في أيارَ، نحيي العزائمَ والهممَ، نتطلعُ إلى غزةَ، حيثُ الصمودُ يتجلى، والأرضُ تُرْوَى بدماءِ الأبطالِ، حيثُ الحياةُ تعانقُ الأملَ والألمَ، والشعبُ يرسمُ بصبرِهِ أروعَ ملاحمَ الكبرياءِ.
نقفُ اليومَ تكريماً لكلِ مناضلةٍ ومناضلٍ، نجددُ العهدَ والأملَ، نتذكرُ الأرضَ التي اغتُصِبَتْ، والبيوتَ التي هُدمتْ، والأحلامَ التي تبعثرتْ، والأرواحَ التي استُلِبَتْ. نلتقي اليومَ نحيي في شعبِنا روحَ النضالِ والإصرارِ على البقاءِ، في وجهِ الظلمِ والإحتلالِ والعدوانِ الدائم.
أيتها الرفيقاتُ، أيها الرفاقُ، لتكن ذكرى النكبةِ، ويومَ العمالِ، منارةً للحريةِ، والعدالةِ، والأمل .
نلتقي اليومَ في هذا المخيمِ الشاهدِ والشهيدِ، على مجزرةٍ من أبشعِ المجازرِ ضدَ الإنسانيةِ التي ارتُكِبَتْ في العصرِ الحديثِ. حينَ أقدمَ جيشُ الاحتلالِ الصهيونيُ بقيادةِ المجرمِ أريئيل شارون، ومجموعاتٍ من القتلةِ المأجورين، على استباحةِ المخيمِ تحتَ جنحِ الظلامِ، وبعدَ أن اطمئنوا لعدمِ وجودِ مقاومةٍ داخلَ المخيمِ، نتيجةَ الاتفاقِ الخديعةِ. وفي ليلةٍ ظلماءَ انطلقتْ الكلابُ المسعورةُ لتعملَ قتلاً وذبحاً ونهشاً وإرهاباً بحقِ النساءِ والأطفالِ والشيوخِ والعزَّلِ الآمنين. فبقروا بطونَ الحواملِ، وأحرقوا الأجنةَ، وفجروا البيوتَ والملاجئَ على رؤوسِ ساكنيها، ودفنوا المئاتِ أحياءً في مقابرَ جماعيةٍ مازالتْ شاهدةً على إرهابِهِم وقتلِهِم حتى يومنا هذا. واليوم وبعد اثنين وأربعين عاماً، ذهبَ القتلةُ الى مزابلِ التاريخِ وبقيَ المخيمُ شاهداً وشهيداً يروي للأجيالِ قذارةَ وحقارةَ وجُبنَ جيشِ الاحتلالِ ومرتزقتِهِ. وها هو المخيمُ اليومَ عُنواناً للبطولةِ وعريناً للمقاومةِ.
في ذكرى النكبةِ، وفي حضرةِ مناضلاتٍ نتشرفُ اليومَ بتكريمهن، فإننا في الجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطينَ وأمامَ التحدياتِ المصيريةِ التي تواجهُ شعبَنَا وقضيتَنَا. فإننا نؤكدُ على وحدةِ شعبِنا وتلاحمِهِ في كلِ أماكنِ تواجدِهِ، فقضيتُنا واحدةٌ وآلامنا واحدةٌ، وآمالنا واحدةٌ، والنصرُ حتماً حليفُ شعبِنا وقواه المقاومة. ونؤكدُ أن فلسطينَ كل فلسطينَ مُلكٌ لشعبِها ولا يحقُ لأيِ أحدٍ مهما كان التنازلُ عن شبرٍ من أرضِ فلسطينَ، أو عن ذرةِ ترابٍ من ترابِها. وكذلك لابدَ من التأكيدِ على أهميةِ وضرورةِ تعزيزِ وحدتِنا الفلسطينيةِ الداخليةِ، بين مختلفِ قوى شعبِنا ومكوناتِه السياسيةِ والإجتماعيةِ والثقافيةِ، لنتمكنَ معاً من صوغِ برنامجَ مواجهةٍ شاملاً نستطيعُ من خلالِهِ إسقاطَ المؤامراتِ وتحقيقَ الانتصارِ على عدوِنا التاريخيِ. وعودةُ أهلِنا وشعبِنا الى أرضِهم وديارِهم وبيوتِهم التي اقتُلعوا منها عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين. ونجددُ دعوتَنا الى تشكيلِ قيادةِ طوارئَ فلسطينيةٍ موحدةٍ، للتصدي للعدوانِ ولإسقاطِ أهدافِه. وإن حملةَ الإبادةِ الجماعيةِ التي تشنُها قواتُ الاحتلالِ الصهيونيِ لا تستهدفُ فقط قطاعَ غزةَ وأهلَه الأبطالَ الصامدين، إنما تستهدفُ إبادةَ كلِ الشعبِ الفلسطيني على امتدادِ أرضِ فلسطينَ التاريخيةِ، وفي كلِ أماكنِ اللجوءِ والشتاتِ، وتسعى لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ الى الأبد. وعليه، فإن الواجبَ يقتضي توحيدَ كلِ الجهودِ لنستطيعَ معاً دحرَ أهدافِ العدوانِ. كما نؤكدُ بأن السابعَ من أكتوبر وعمليةَ طوفانِ الأقصى إنما كانت رداً على أكثر من ستٍ وسبعين عاماً من الجرائم والمجازر والاعتداءات على شعبِنا وأهلِنا في كلِ أماكنِ تواجدِهم. إن تحميلَ المقاومةِ أيةُ مسؤوليةٍ عما جرى بعد السابعِ من أكتوبر يصبُ في خدمةِ الروايةِ الصهيونيةِ ويسيءُ لنضالِ شعبِنا وكفاحِهِ الوطنيِ، وهذا كلامٌ مردودٌ على أصحابِه كانوا من كانوا.
بشأنِ آخرِ المستجداتِ في قطاعِ غزةَ البطلِ، فإننا نطمئنُكم ونطمئنُ كلَ الأحرارِ والشرفاءَ في أمتِنا والعالم، بأن المقاومةَ في غزةَ بخيرٍ رغمَ الجراحِ والآلامِ والقتلِ والجرائمِ التي ترتكبُ بحقِ المدنيين الآمنين العزلِ. فالمقاومةُ اليومَ أكثرُ قوةً وأشدُ عزيمةً على مواصلةِ القتالَ وهي ليست متعجلةً على وقفِ إطلاقِ النارِ بأيِ ثمنٍ. وهذا ما أثبتتْهُ الوقائعُ والأحداثُ والعملياتُ البطوليةُ الجريئةُ وما أوقعتْهُ من خسائرَ فادحةٍ في صفوفِ جيشِ الاحتلالِ خلالَ الأيامِ القليلةِ الماضيةِ. ونؤكدُ على وحدةِ موقفِ كلِ قوى المقاومةِ في المفاوضاتِ الجاريةِ لوقفِ إطلاقِ النارِ، والتي تؤكد على ما يلي:
– وقفٌ دائمٌ وثابتٌ وشاملٌ لإطلاقِ النار، ووقفُ العدوانِ بكلِ أشكالِهِ على شعبِنا وأرضنِا، سواءٌ في قطاعِ غزةَ أو الضفةِ الغربيةِ او القدسِ المحتلة.
– رفعُ الحصارِ وإدخالُ المساعداتِ الى كلِ أنحاءِ قطاعِ غزةَ لاسيما شمالَ القطاعِ. وانسحابُ جيشِ الإحتلالِ من كاملِ قطاعِ غزةَ.
– إعادةُ الإعمارِ.
– إنجازُ صفقةِ تبادلٍ شاملةٍ للأسرى.
أما عن إنشاءِ ميناءٍ عائمٍ من قبلِ الإدارةِ الأميركيةِ على سواحلِ غزةَ، فإننا نؤكدُ على رفضِ قوى شعبِنا إنشاءَ هذا الميناء. ونؤكدُ بأن المعابرَ البريةِ هي المعابرُ الأكثرُ جديةً لإدخالِ المساعداتِ، وأن إنشاءَ الميناءِ العائِم تَحومُ حولَه العديدُ من الشبهاتِ والشكوكِ. كما نؤكدُ على رفضِ شعبِنا بكلِ مكوناتِه دخولِ أيةِ قواتِ دوليةٍ أو غيرِها الى قطاعِ غزةَ، وأن شعبَنا سيتعاملُ معها على أنها قوةُ احتلالٍ.
ختاماً، تحيةُ مجدٍ الى الشهداءَ، الى كلِ الدماءِ التي عبرتْ نحو الوطنِ أو في ترابِهِ، لتعودَ يوماً مواسمُ وردٍ وقمح، وقصائدُ حبٍ وحكايةُ فداءٍ تضيءُ الطريقَ.
التحيةُ كلُ التحيةِ لكم جميعاً لاسيما للرفيقاتِ المكرماتِ على أملِ أن نلتقيَ قريباً على أرضِ فلسطينَ لنرفعَ معاً راياتِ العزةِ والنتصار.
المجدُ للشهداء،
الشفاءُ للجرحى،
الحريةُ للأسرى،
والنصرُ حتماً حليفَ الشعوبِ المناضلة،
في ختام الحفل وتقديرًا للمرأة الفلسطينية العاملة، والناشطة في المجتمع الفلسطيني سلم الرفاق هيثم و مازن ومنار وقيادة الفصائل دروعًا تكريمية لعدد من الرفيقات، وأعضاء لجان المرأة في بيروت تقديرا على دورهم بالعمل الاجتماعي والوطني، كما تم تكريم العاملات وتقديم درع للرفيقات في لجان المرأة الشعبية الفلسطينية العاملات بمناسبة الأول من أيار.