السردية الفلسطينية تنتصر: الكيان الصهيوني يمثل أمام محكمة العدل الدولية
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان- غسان أبو نجم
وأخيرا مثل الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، بعد ٧٥ عامًا من اغتصاب أرض فلسطين، ولأول مرة ينكسر تابو المحرمات الذي فرضته دول العالم الغربي على مساءلة الكيان الصهيوني، بوصفه قام على أساس المظلومية التي لحقت به جراء الهلوكوست.
لم يكن يتوقع قادة الكيان الصهيوني أن تصل بهم معركة طوفان الأقصى إلى ما وصلت إليه حالهم، فجيشهم غارق في وحل غزة يتلقى الضربات ويحصد الهزيمة تلو الأخرى، ويقف عاجزًا عن تحقيق أي من الأهداف التي رسمها، وقادته السياسيون يتخبطون ويطلقون التهديدات ضد المقاومة، وهم يعلمون أنهم مهزمون، ويطلقون الوعود لأهالي الأسرى بقرب عودتهم، ويعدون اهالي المغتصبات بأنهم عائدون لمنازلهم قريبا وهم يعلمون أنهم يكذبون، ويعيش السكان حالة من الهلع والخوف مادفع الكثير منهم لمغادرة البلاد، عدا عن حالة الركود الاقتصادي، وعجز الموازنة، وفقدان المنفعة من سلة الغذاء التي كانت توفرها المغتصبات في جنوب وشمال البلاد. وكانت الصفعة الأهم هي الدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تتهم الكيان الصهيوني بموجبها بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني حاشدة كمًا هائلًا من الأدلة الجنائية التي ارتكبتها أخطر منظمة إرهابية عرفها التاريخ، هي الجيش الصهيوني، والتي بموجبها في حال اتخذت المحكمة قرارا بإدانة الكيان الصهيوني ان يصنف كنظام نازي وتفرض عليه سلسلة عقوبات عسكرية واقتصادية وتفرض عليه مغادرة غزة ووقف الحرب ولكن ماذا لو لم تتخذ المحكمة قرارا بالادانة ؟ هل تنتهي المسألة عند هذا الحد.،،؟
بداية، إن محكمة العدل الدولية لا تملك أداة تنفيذية لتطبيق قراراتها في حالة الإدانة، بل تطالب الطرف المدان الالتزام بقراراتها وفي حالة عدم التزامه ترفع هذا القرار لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ الخطوات العملية، لإجباره الالتزام بقرار المحكمة، وهنا تكمن المشكلة في هذه الحالة بشكل خاص؛ فكيف ذلك؛؟؟؟ ان مجلس الأمن الدولي أداة طيعة لقوى الشر العالمي فهو نفس المجلس الذي أقر قبل ٧٥ عامًا قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، ليحل شذاذ الآفاق بدل السكان الأصليين وهو نفس المجلس الذي يشاهد أعضاءه جرائم الاحتلال من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير للمباني فوق رؤوس ساكنيها وهدم للمساجد والكنائس والمستشفيات، وحصار ومنع لوصول الماء والكهرباء والمحروقات والغذاء، وهو نفس المجلس الذي رفض التصويت على وقف إطلاق النار عدا عن الكثير من القرارات التي سمحت للكيان الصهيوني بالتمادي، واخرجته من العديد من المواقف التي تدينه، والأهم من ذلك أن الشريك الأساسي في قتل الشعب الفلسطيني هو الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم بهذا المجلس مع باقي شركائها القادرين على إجهاض أي ملاحقة أو إدانة للكيان الصهيوني.