في تصريح خاص لموقع شفقنا- بيروت-
الرفيق مروان عبد العال: الفيتو الأمريكي تشجيع لإسرائيل لتتمادى في ارتكاب الجرائم
صرح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبد العال لموقع شفقنا بيروت أكد فيه أنه بعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بعد انقضاء أكثر من ٧٥ عاماً على صدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم ١٨١ الداعي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعدم تطبيق قرار مجلس الامن رقم ٢٤٢.
في هذا السياق اعتبر عبد العال أن هذا الأمر يدل على أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تنحاز إلى جانب “إسرائيل” وهي شريكةٌ لها في جريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وهي تعبر عن هذا الموقف بالجانب السياسي، مشيراً إلى أنّ كل ما تروج له أميركا بأنّها تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية وهي التي بدأت بالأساس منذ زمن بالحديث عن فكرة “حل الدولتين” ما هو إلا كذب وخداع للرأي العام.
وفيما حصل مشروع القرار الذي صاغته الجزائر على دعم 12 عضوا في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضده، ولموافقة المجلس المؤلف من 15 عضوا على أي قرار، يلزم تأييد 9 دول على الأقل، لفت عبد العال إلى أنّه كان لافتاً حجم التصويت والدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني سواء على الصعيد العالمي أو من خلال الدول التي صوتت لصالح المشروع، وهذا يدل أيضا على أنّ الإدارة الأمريكية تعيش في عزلة ووقوفها إلى جانب “إسرائيل” دليل على أنّ لديها مشروعاً يتطابق تماماً مع كيان الاحتلال بل ويتعداه برغبتها بالإطباق الاستراتيجي على المنطقة والتحكم بها.
وحول تذرع أميركا بأن مشروع القرار بشأن عضوية فلسطين لا يؤدي إلى حل الدولتين، قال عبد العال:” أميركا هي وحدها التي تتحدث عن فكرة حل الدولتين، لا يوجد عند الشعب الفلسطيني مثل هذه الفكرة، وحتى الإجماع الفلسطيني لم يذكرها بل كان يؤكد على الحق بتقرير المصير وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة وحق العودة”، وأضاف: الآن ظهر بشكل كامل أن إمكانية إقامة دولة على جزء من فلسطين هذه إمكانية مستيحلة، لأن “إسرائيل” تسعى إلى إقامة الكيان الصهيوني على كل الأرض التاريخية الفلسطينية، وبالتالي تحويل الفلسطينيين إلى عبيد ومستعمرين تحت هذه الدولة، هذا إذا سُمح لهم بالبقاء فيها.
ولفت عبد العال إلى أنّ الجوهر والوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني هو ما يحصل ونراه في غزة، هذه الإبادة التي ترتكب والتطهير العرقي الذي لا يحصل في الواقع فقط في غزة وحدها، بل أيضا في الضفة الغربية، مؤكّدا أن هذا التعايش مستحيل، وإنهاء الاحتلال هو المسألة التي لها الأولوية عند الشعب الفلسطيني، إضافة إلى إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر وهذه المسألة هي بمثابة الحل التاريخي الذي يستطيع أنّ يضمن ليس السلام للشعب الفلسطيني بل للمنطقة كلها أيضا.
وحول الوضع الحالي في غزة، اعتبر عبد العال أنّ العدو فشل في تحقيق أهدافه ويسعى الآن إلى رفع السقف والهروب إلى الأمام، خاصة وأنّه يجد بشكل أو بآخر أنّ التوقف عن هذه العملية وعدم القدرة على تحقيق الأهداف التي طرحها يعدّ هزيمة، لافتا إلى أنّ الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة الذي حرم فلسطين من العضوية الدائمة هو تشجيع لإسرائيل لتتمادى أكثر في ارتكاب الجرائم وبالتالي أصبحت شهيتهم مفتوحة على اقتحام رفح، والدعوات الأمريكية حول مساعيها لوقف العدوان هي مجرد دعوات دعائية انتخابية لأنّها لم تضغط كما يجب باتجاه وقف الحرب بل على العكس من ذلك، ذهبت نحو اتهام المقاومة بأنّها تناور ورفضت اقتراحات واشنطن، ولكن صحيح بأن هناك كارثة وجرائم تحصل في غزة ولكنها في الوقع هي هزيمة أخلاقية للعدو الإسرائيلي وفي نفس الوقت الفلسطينيون لا يزالون متشبثين بأرضهم والمقاومة ثابتة وصامدة.