أعلام فلسطين بدل الفوانيس في الشوارع المصرية
العربي الجديد
تتزيّن الشوارع المصرية في مختلف المحافظات، كل عام، بزينة رمضان. لكن هذا العام كانت الشوارع مختلفة، إذ انتشرت أعلام فلسطين جنباً إلى جنب مع الفوانيس وغيرها.
وفي لفتة تعكس عمق تضامن الشعب المصري مع الشعب الفلسطيني، قرر أهالي مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا استبدال زينة شهر رمضان بأعلام فلسطين. كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشباب في منطقة فيصل (القاهرة) زيّنوا منازلهم ومكاتبهم والشوارع والمساجد، بزينة رمضان على شكل علم فلسطين بهدف التعبير عن التضامن مع أهالي غزة.
كذلك شهدت أسواق الجملة في منطقة المنشية وسط الإسكندرية زيادة كبيرة في الإقبال على شراء زينة رمضان وغيرها من المنتجات المزخرفة المُعدة على شكل علم فلسطين، بما في ذلك مصابيح الزينة والأعلام والشموع والستائر التي حرص المواطنون على اقتنائها منذ الأيام الأولى للشهر.
وقد عبّر التجار في الإسكندرية عن سعادتهم بالإقبال الكبير على زينة رمضان المُعدة على شكل علم فلسطين، وقال السيد محمد، أحد تجار بيع الزينة والفوانيس في السوق لـ”العربي الجديد”: “نحن سعداء لرؤية الناس يعبّرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من خلال شراء هذه الزينة تحديداً أعلام فلسطين وندعم هذه الحركة وفخورون بأن يكون لدينا دور في إظهار الدعم والتضامن”.
وأَضاف: “نتوقع استمرار الإقبال على شرائها خلال الأيام المقبلة وليس في شهر رمضان فقط، وأن تظل معلقة لأشهر عدة في الشوارع، وعلى نوافذ المنازل بعد انتهاء الشهر، إذ تُعبر عن موقف وطني ونضالي، وليس فقط عن الفرحة باستقبال شهر الصوم”.
من جهته قال أحمد بغدادي، وهو أيضاً تاجر في سوق المنشية: “الزينة التي تحمل شكل علم فلسطين رفعت حجم المبيعات بشكل واضح، بعد أن جذبت قطاعا كبيرا من المواطنين… يبدو أن استخدام العلم الفلسطيني كجزء من الزينة يعطي تأثيراً قوياً على مشاعر الأشخاص، ويعكس تضامنهم ودعمهم للقضية الفلسطينية”. وتابع: “أنصح الزبائن الذين يبحثون عن زينة رمضان بالتفكير في شراء الزينة التي تحمل شكل علم فلسطين، لأنها ليست فقط زخرفة جميلة ومبهجة، بل تعبر أيضًا عن قيم ومعان رمزية تعزز الوطنية والإنسانية”.
ومن جانبها قالت الباحثة الاجتماعية نجلاء عبد المنعم لـ”العربي الجديد”، تعليقًا على الظاهرة: يعكس انتشار زينة رمضان بشكل علم فلسطين في أسواق الإسكندرية ظاهرة اجتماعية سياسية تحمل رمزية قوية، إذ إنها تعبير عن التضامن والدعم للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها”.
وأضافت: “تعكس هذه الظاهرة الوعي المتنامي للمواطنين بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وترسخ استخدام العلم الفلسطيني كجزء من زينة رمضان للانتماء والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتعزز الوعي السياسي بقضيتهم، ويمكن اعتبار هذه الظاهرة تعبيرًا عن تحوّل في الوعي الاجتماعي والسياسي للمجتمع، حيث يشعر المواطنون بالحاجة إلى التعبير عن مواقفهم ودعمهم للقضية الفلسطينية على المستوى العام. وأوضحت أن الظواهر الاجتماعية السياسية تلعب دورًا حيويًا في تشكيل المجتمعات وتأثيرها على السياسة والحكم، ويمكن أن يؤدي مشهد انتشار أعلام فلسطين في كل مكان إلى تغير في نظرة السلطة للقضية، إذ تتأكد من أن أي تخاذل أو تقصير في التعاطي مع تلك القضية يخصم على نحو مباشر من رصيدها لدى المواطن والعكس صحيح.