مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: كرة الهدنة في ملعب العدو

مرآة الجزيرة
18-11-2023
أكثر من 40 يوما على همجية الاحتلال الإسرائيلي وحربه الضورس على قطاع غزة. لم ينكفئ خلالها عن سردية النفاق خاصته والتلويح بأهداف حملته العسكرية الواهية والبعيدة عن المنطق وقابلية التحقيق ولوّ ظلّ يدك أبناء القطاع لسنة قادمة. في ظل التطورات التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، حاورت صحيفة "مرآة الجزيرة": مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور ماهر الطاهر.
استهل القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حديثه بالتطرق إلى عملية “طوفان الأقصى" معتبرا أنها جاءت كـ"إجراء طبيعي للدفاع عن النفس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بعد أن قال الاحتلال وبوضوح أنه يريد حسم الأمور والتصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، ويريد ضرب الضفة الغربية، والسيطرة الكاملة على القدس والمجلس الأقصى”. وتابع “كل ما ورد أعلن عنه بوضوح من قبل وزراء في الحكومة الإسرائيلية". وبيّن الكاتب السياسي أن محددات العملية انطلقت بعد “اعتقال الآلاف من أبناء شعبنا الصامدين في سجون الاحتلال والعالم كان يتفرج على الممارسات الإسرائيلية دون أن يحرك ساكنا. ويراقب عملية الاستيطان وتهويد الأرض والسيطرة على الأراضي في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة إلى هدم البيوت، وتهجير الناس وإخراجهم عنوة من منازلهم في القدس. وكذا يراقب الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتدنيسه. كل ذلك كان يجري دون أن ينبس العالم بأي كلمة". وأوضح السياسي الفلسطيني أنه “عندما التقى الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله قال له أن أميركا مع حل الدولتين، لكن هذا الحل بعيد ويحتاج إلى يسوع". وأضاف" إن الشعب الفلسطيني وصل إلى قناعة بأن لا خيار أمامه إلّا المقاومة وتصعيدها، ذلك لنحمي مقدساتنا وأراضينا ووضع حد للاستيطان”. وتابع الطاهر "إن الكيان الإسرائيلي يريد نفي وجودنا، ويريد ترحيلنا والسيطرة على كل شيء. وبالتالي لم يكن أمامنا إلا القتال والمقاومة لوضع حد للعدوان الصهيوني”. وأردف قائلا “عملية طوفان الأقصى هي رسالة للإسرائيلي أننا لا يمكن أن نستسلم، وأننا سنقاومكم وسنقاتلكم بكل أمكانيتنا بالرغم من تواضعها، لكننا نمتلك إرادة فولاذية. إننا نعرف ميزان القوى بيننا وبينكم ونعرف أنكم تمتلكون كل أسلحة القتل والدمار، ونعرف أنكم متوحشون ونازييون، لن نقبل بالاستسلام". معركة كشف الحقائق وفي تطرقه لحرب المستشفيات التي تشنها قوات جيش الاحتلال، وحصارها لمجمع الشفاء. اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن أكثر من أربعين يوما هزت العالم بأسره شعوبا وحكومات، وقدمت مشهدا ذو جانبين: المشهد الأول، صمود أسطوري منقطع النظير لشعب مكافح حر شامخ يقاتل منذ 75 عاما تعرض خلالها للمجازر، وتدمير مئات القرى على يد الصهاينة، وتشريده في كل أصقاع الأرض. ومازال يقاوم ويرفض الاستسلام”. أضاف القيادي الفلسطيني “على مدى أكثر من 40 يوما من القصف، الطائرات الأميركية مستمرة في قصف المستشفيات وقتل الأطفال والنساء والمسعفين، تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها. لقد دمر الاحتلال 50 % من قطاع غزة، أكثر من 11 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى. وبعد كل ذلك لم يجدوا إنسانا فلسطينيا واحدا في قطاع غزة يطالب بوقف المقاومة”. وأردف بالقول “توهم العدو أنه من خلال سياسة الأرض المحروقة، وحرب الإبادة وقتل النساء والأطفال، وضرب المستشفيات والمساجد والكنائس، توهم أن الشعب سيرفع الراية البيضاء، لكنه فوجئ بأن هذا الشعب رغم كل التضحيات والمجازر مازال صامدا وسيبقى صامدا إلى أن يلحق الهزيمة بهذا الكيان”. اللوحة الثانية التي كشفتها معركة طوفان الأقصى، من وجهة نظر الطاهر، “حقيقة الموقف التفتيتي الأميركي، بعد أن قدمت أميركا نفسها كوسيط لعملية السلام طوال السنوات الماضية، إلا أنها بعد العملية أرسلت طائراتها، بوارجها وأساطيلها وجنودها لحماية الكيان. أتى ذلك بعد أن ثبت لها أن الكيان ليس إلا نمرا من ورق. وأن ألف مقاتل مؤمنين من عدالة قضيتهم تمكنوا من تمريغ أنف العدو بالتراب". وأشار الكاتب السياسي إلى انهيار الفرقة الصهيونية الموجودة في غلاف غزة خلال بضعة ساعات، ما ساهم في إظهار هشاشة كيان العدو واعتماده في وجوده على الولايات المتحدة الأميركية ودول استعمارية غربية. وتابع “شعرت الإدارة الأميركية بأن الكيان يعيش حالة انهيار، وأن قادته ليسوا قادرين على إدارة المعركة فجاء بايدن ووزير الدفاع ووزير الخارجية الأميركي وقال الأخير أنه جاء إلى هنا كيهودي وحضرو اجتماع مجلس الحرب الاسرائيلي، وبالتالي إدارة معركة قتل الأطفال والنساء وحرب المستشفيات وأكد أن “أميركا، حتى هذه اللحظة، ترفض إيقاف إطلاق النار وهذا يعني أنها تقول للكيان الصهيوني أستمر في قتل المدنيين وقصف المتشفيات واستمر بحرب الإبادة”. الحرب مستمرة والعدو يلعب في الوقت الضائع أما عن الهدنة، أكد مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن "كل الحديث الأميركي عن الهدنة لعدة ساعات أو أيام هدفه التضليل والخداع من جهة، وكسب الوقت ومحاولة امتصاص غضب الرأي العام العالمي من جهة أخرى”. ولفت إلى أن المظاهرات التي شهدتها العديد من العواصم تثبت أن شعوب العالم باتت تدرك حقيقة الكيان الصهيوني المجرم، واعتماده على الأكاذيب والخداع والتضليل. وقال الدكتور ماهر الطاهر أن "الولايات المتحدة الأميركية تريد شطب فلسطين عن الخارطة، ولكن كل العالم أصبح مع فلسطين ويرفع أعلامها.” وتابع “الكيان الإسرائيلي، من الممكن، أن يحتل المستشفى، في محاولة لتضخيم الصورة لأنهم يبحثون عن صورة لنصر ما بعد أن مُرغ أنفهم بالتراب في محيط غزة، وبعد أن كان يقال عنه الجيش الذي لا يقهر فاتضح أنه يقهر”. ولفت إلى أن العدو "يسعى لاستعادة بعض هيبته وتحقيق صورة لنصر ما، لكن ليعلم هذا العدو أنه لو سيطر واحتل مستشفى الشفاء ومواقع غيرها، فإن المعركة مستمرة وخسائره الحقيقية أضعاف أضعاف ما يعلن عنه للرأي العام الصهيوني”. وقال “كونوا على ثقة بأن الخسائر التي مُني بها العدو داخل قطاع غزة أكبر من تلك المحققة يوم 7 أكتوبر. ولا يعلن عنها العدو خشية من نزول الشارع الاسرائيلي مطالبا بوقف إطلاق النار والانسحاب من غزة” . وأوضح أن العدو “يُجرّع الرأي العام الداخلي خسائره على مراحل، حيث يفرض حظرا كاملا على وسائل الإعلام لمنعها من نشر الأخبار حقائق خسائرهم على الأرض في قطاع غزة”. مؤكدا أنه "حتى الآن، لم تتمكن قوات العدو من تحقيق أي انجاز عسكري سياسي، بل على العكس كشفت المعركة عن وجه العدو وافتقاره لأي انجاز سوى قصف المدنيين بالطائرات الأميركية ومحاصرة المستشفيات”. وأوضح الطاهر قائلا “نحن كمقاومة فلسطينية أبدينا كل الاستعدادات، عبر الوسطاء، لتتم عملية التبادل وإطلاق سراح عدد من الرهائن دفعة واحدة إذا أراد الاسرائيلي ذلك أو عبر مراحل. لكن الذي يعطّل عملية التبادل هو الجانب الإسرائيلي ليكسب مزيد من الوقت”، كاشفا أن العدو يرغب بقتل كل الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية للتخلص من هذه المشكلة. وأكد على أن “المراوغة من الجانب الصهيوني، والكرة في الملعب الإسرائيلي”. الموقف السعودي بعيد عن أولويات المعركة وعن الموقف السعودي من العدوان على غزة، سيما بعد اعتراضه لصواريخ يمينة كانت متجهة إلى الأراضي المحتلة قال مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين :إن ما يجري على أرض قطاع غزة والضفة الغربية حرب إبادة ومعركة وجود. ونحن أمام مجازر تتم على مرمى ومسمع العالم اجمع. كل شعوب العالم تقول بأن ما يجري يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن ما يجري هي جرائم حرب. لذلك إن الموقف السعودي والعربي والإسلامي ينبغي أن يكون واضحا لناحية وقف المذبحة واتخاذ خطوات عملية ملموسة، لكننا لم نكن أمام أي اجراء عملي". وأشار إلى وجود أطراف عربية طرحت خلال القمة الأخيرة اتخاذ اجراءات من نوع التهديد شملت وقف تصدير النفط والغاز، إغلاق السفارات الإسرائيلية في العواصم العربية المطبعة ولكن جرى رفضها من السعودية والمغرب الإمارات والبحرين. ولفت إلى مخرجات القمة العربية والإسلامية معربا عن رأيه فيها بأنها “لا تنسجم إطلاقا مع هول وحجم المعركة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني وبالتالي كانت قرارات شكلية ولم يتخذ أي اجراءات عملية مدروسة لوقف هذه الجريمة”. مجددا موقفه من نتائج القمة واصفا إياها بـ”الحبر على الورق” دون أن تعطي أي أشارة بالجدية للولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي. مستقبل القطاع لأهله إلى ذلك، رأى القيادي الفلسطيني أن “هدف أميركا والكيان الإسرائيلي بالقضاء على حماس ليس إلا كلام يعني على أرض الواقع القضاء على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية”. وتساءل "هل 5000 طفل من القطاع يمثلون حماس؟ هل تدمير 50% من المباني على رؤوس أصحابها يعني تصفية حماس أم يعني الرغبة في تصفية الشعب الفلسطيني؟" ولفت إلى أن "الإدارة الأميركية التي قدمت نفسها كوسيط لما يسمى عملية السلام، وهي مزيفة بالمناسبة، لا تريد تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني، بل تريد تخليص إسرائيل من الشعب الفلسطيني. وبالتالي، إن حقيقة المعركة تتمثل باستهداف الشعب الفلسطيني والقضاء عليه وفرض استسلامه”. وتابع “لكن نقول بكل وضوح أن مستقبل قطاع غزة، لن يقرره إلا أهل غزة والمقاومة في غزة، وأن كل محاولات القضاء على المقاومة والشعب الفلسطيني مصيره الفشل. سوف يخرج الكيان الإسرائيلي مهزوما من هذه المعركة وقد هُزم فيها أساسا، هزم يوم 7 أكتوبر، وهزم منذ 15 يوم بعد دخوله إلى القطاع دون أن يحقق أي انجاز”، لافتا إلى أن “الإنجاز الوحيد الذين تمكنوا من تحقيقه هو قصف طائراتهم للمدنيين”. وأكد على أن “كل السيناريوهات المستقبلية سيقررها الشعب الفلسطيني ولن تتمكن الحكومة الإسرائيلية ولا الإدارة الأميركية من فرض أي حل لتسيير مصالحهم والأيام بيننا". وختم حديثه بالقول:" شعبنا باق على أرضه، لدينا 7 ملايين ونصف فلسطيني على الأراضي الفلسطينية موزعين لن يستطيعوا إبادة شعبنا وإذا كان لأحد أن يخرج من هذه الأرض فهو الذي جاءنا من كل أصقاع الدنيا واحتلنا وهم المستوطنين الصهاينة


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها


الأسم *
البريد الألكتروني
البلد *
التعليق *
رمز الحماية: أكتب الثلاثة أرقام السوداء فقط captcha image
New Page 1