نظّمت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الجمعة، مهرجان "ثأر الأحرار" المركزي، في فلسطين (غزة وجنين)، وسوريا ولبنان، لتأبين الشهداء الذين ارتقوا خلال المعركة.
وشارك في المهرجان الذي نظّمته الجهاد في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزّة، أهالي الشهداء والأسرى، وقيادات العمل الوطني والإسلامي والفصائل، إلى جانب حشدٍ كبيرٍ من أبناء شعبنا، حيث حمل المشاركون أعلام فلسطين وصور الشهداء.
وفي كلمةٍ له، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، إنّ شعبنا الفلسطيني يؤكّد أن الشهيد يذهب إلى الاشتباك المستمر عبر حضوره الدائم في حياة شعبه
وأضاف أنّ أسماء الشهداء ستُكتب على أسوار القدس ، وهذا اليوم آتٍ لا محالة، وأنّ أوهام القوة والغطرسة لدى العدو ستتحطم أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وقدرته على إدامة الاشتباك والقتال المستمر حتى الانتصار.
وشدّد النخالة: "لن نتردّد في تقديم التضحيات من أجل أهدافنا، وشهداؤنا هم من يقودون طريقنا الأمثل في تحقيق توازن الرعب، ولقد نجحنا في معركة ثأر الأحرار، بدماء الشهداء، والمحافظة على وحدة شعبنا، وصمدنا وقاتلنا رغم فقداننا عائلاتٍ بأكملها، كما أثبتنا للعدو أننا على استعدادٍ دائمٍ أن نخوض المعركة تلو الأخرى دفاعاً عن شعبنا، كلما أراد العدو أن يفعل ذلك".
كما حذّر من أنّ "أي عملية اغتيالٍ سيكون ردنا عليها قوياً ومؤلماً، ولن تكون "تل أبيب" وغيرها من مدن الكيان بعيدةً عن مرمى صواريخ المقاومة ورصاصها"، مشيراً إلى أنّنا "نقف اليوم أكثر قوةٍ من أي وقتٍ مضى، وأكثر إرادة وإصرار على التمسك بحقوقنا في فلسطين والقدس، وثأر الأحرار سيكون يوماً لوحدة شعبنا الفلسطيني ومقاومته، التي وقفت موحدةً متحديةً العدوان بكل شجاعةٍ واقتدار".
وفي كلمةٍ له، وجّه عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول العلاقات الوطنية فيها ماهر مزهر، التحيّة لعوائلِ الشهداء الذين قَدمّوا أعزَّ أحبائهِم من قادةٍ ومقاتلين وأبناء وأطفال ونساء في معركة "ثأر الأحرار"، متمنين الشفاء العاجل للجرحى.
كما توجّه مزهر بالتحيةِ إلى جماهيرِ شعبنا في قطاع غزة الصامدين والثابتين والمقاومين، حيث قال إنّهم احتضنوا المقاومة، وشكلوا سياجَ حماية لها، رغمَ وحشية العدو الإجرامية، والتضحياتِ الجسام التي قدمها من قادتِه ومقاتليه وأبنائِه ليثبت مجدداً أن لديه مخزون هائل من النضال والصمود، وقدرة هائلة على الصبر والاحتمال.
وأضاف مزهر: "عندما نتحدث عن معركة "ثأر الأحرار" فإننا يجب أن نتحدث عن أولئك الأبطال من القادة والمقاتلين الذين صنعوا هذا الانجاز بإفشال مخططات العدو، وفي المقدمة منهم أبطال سرايا القدس وقادتهم الشهداء العظام جهاد غنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، وإياد الحسني، وعلي ابو غالي، وأحمد أبو دقة، ومحمد عبد العال، والقائد الكبير الشيخ خضر عدنان، وكوكبة من شهداء كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الأبطال عدي اللوح، ومحمد أبو طعيمة، وعلاء أبو طعيمة، وعلم عبد العزيز، وأيمن صيدم، وشهداء فصائل المقاومة، الذين صنعوا بدمائهم ميزان ردع وقواعد اشتباك جديدة رادعة للعدو في هذه المعركة".
وتابع: "لقد خاض رفاق الدرب والمسيرة في سرايا القدس ومعها فصائل المقاومة هذه المعركة بجدارة، فقد كانوا رأس الحربة للتصدي للعدوان خلال هذه المعركة، وكانوا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نداً للأعداء في ميدان المعركة، رغم فقدانها أعظم قادتها فإن قوى المقاومة وتحت لواء غرفة العمليات المشتركة لململت جراحها، وتصدت للعدوان بكل جسارة، وضربته في العمق بحمم نيرانها وصواريخها".
وفي كلمة القوى الوطنية والفصائل، قال عضو المكتب السياسي ل حركة حماس صلاح البردويل، إنّ معركة ثأر الأحرار كانت ثمرة لسيف القدس، التي خاضتها المقاومة موحدة، ولقّنت خلالها العدو الصهيوني حساباً كبيراً، مضيفاً أنّ نتنياهو وحكومته لم يفهموا دروس التاريخ، وظنّوا أنه بإمكانهم ردع الشعب الفلسطيني ومقاومته
وأكد البردويل على أنّ الاحتلال في كلّ مواجهة يثبت أنّه يعيش حالة من الخوف والردع، وذلك ما تم إثباته في معركة ثأر الأحرار، وأنّ سرايا القدس استطاعت أن تفرض معادلة الردع مرة أخرى على العدو، وأكّدت له أن المقاومة هي من تحفظ هذه المعادة
وشدد على أنّ العدو ولا كل من يتعاون معه يستطيعون أن يهزموا الشعب الفلسطيني، وأنّ وحدة الشعب الفلسطيني الحقيقية هي المقاومة.
وتحدّثت خلال المهرجان زوجة الشهيد الأسير خضر عدنان، حيث أكّدت: "أقول لكل من استُشهد في معركة ثأر الأحرار، إنّا باقون على العهد.
وأضافت أنّ الشهيد خضر عدنان ارتقى مكبل اليدين والقدمين، جائعاً، على طريق النصر، وأقول للمقاومة، لقد أثلجتم صدورنا، وستكونون أول المحررين للقدس والأقصى".
وتابعت: "لقد كان الشهيد خضر عدنان يحلم أن تكون الضفة سنداً لغزة، وسنرى ذلك قريباً، وأشكر كل من وقف إلى جانب الشيخ في معركته قبل استشهاده.
وفي كلمة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وجّه متحدّث عسكري التحيّة لعوائل الشهداء، والجرحى، والأسرى في سجون الاحتلال، وشعبنا المجاهد في كل الساحات، مضيفاً أنّنا "نجتمع لنقول لعدونا، أنّنا بثأرنا للأحرار، نكمل طريقنا للقدس وكل فلسطين".
وأكّد أنّ المقاومة دائمة تقول كلمتها دون تردد وبلا أي حساب، لتؤكد أن العبث في حياة الشعب الفلسطيني لا يمكن السكوت عليه، وأنّ ذهاب العدو لاغتيال قادة السرايا، كان لا بد من الإجابة عليه في قلب الميدان، حيث مئات الصواريخ دكّت كل مدن الكيان.
وأشار إلى أنّ "الغرفة المشتركة منذ اللحظات الأولى للعدوان أن تدفع العدو الثمن، ولم نقبل باستعجال الرد واختصار العدوان على ساعاتٍ معدودة كما كان العدو يأمل"، مشدداً على أنّ الغرفة لم تسمح بالاستفراد بسرايا القدس ولا العبث بأبناء شعبنا، وأفشلت محاولة العدو في ذلك.
وأوضحت الغرفة المشتركة أنّها أطلقت معركة "ثأر الأحرار" بقصف أهداف العدو على مدارٍ واسعٍ بمئات الصواريخ خلال ساعاتٍ محددة، وعملت قيادتها طوال المعركة، على إدارة المستوى التكتيكي لردنا، وسخرت الجهد الاستخباري للأخوة في سرايا القدس، وقدمت كافة أشكال الدعم اللوجستي، وساهمت في تعزيز منظومة السيطرة".
وأكّدت أنّ جميع فصائل الغرفة المشتركة قاتلت جنباً إلى جنب، وقدمت الشهداء الأبرار، من قادة ومقاتلي سرايا القدس، ومقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وكتائب المجاهدين".
ولفتت إلى أنّ العدو حاول بعد عجزه عن صد الصواريخ، ترميم صورته أمام جبهته الداخلية، فلجأ لقصف البيوت على رؤوس المدنيين، لكن ذلك لم يضعف روح المواجهة العالية التي يستمدها المقاتلون من شعبنا، وأنّ المقاومة أفشلت سياسة المجرم نتنياهو بتحقيق أهدافه، وكانت أصحاب اليد العليا والضربة الأخيرة خلال المعركة، ولم تسمح للاحتلال بالاستفراد وتحقيق مراده
وتابع المتحدث: "لقد أثبتت المقاومة وسرايا القدس، قدرتها على الصمود والثبات، وتحقيق ما وعدت به، وكان الرد واضحاً في القدس و"تل أبيب"، وما تكتم عنه العدو أضعاف ما ظهر على الإعلام، ونحذر من أي عملية اغتيال أو حماقة، وسنردّ بكلّ قوةٍ وبشكلٍ موحد، ودون تردّد".
كما تخلّل المهرجان فقرات فنية، وعرض عسكري لمقاتلي سرايا القدس، الجناح العسكري لحرة الجهاد الإسلامي.