إن تَشَعّبَت سُبل القصائد فمردّها أبدًا إليّ...فاطمة نزال

العربي الجديد
18-11-2022
المآلات

التي أطلَقْتَها

كأسراب

اليمام الزّاجلات

ألقتْ

وَقْر َرسائلها

على سمع روحي

توغّلت فيّ...



وندوب خلَّفَتْها

تنزّ حرقتها

كأنها جرحٌ عصيّ...



الرّاقيات على

سُلّم الفوضى

مجازًا

يسترن الدمع

في رقصة

المذبوحِ من

طيرها

في ركنِ ذاكرة

قصي...



ليتها

ما استسلمت

لهمس هديلها

يا ليتها

ردّت عليّ...

***


ذلك القيظ الذي

صبّ جام حممه

على رأسي

لم يكن وحده

على بعد خطوات

كانت عينان

حمئتان تفور

ملقية أسيدها

على جسدي

ذلك كله كان يسيرًا

مقارنة

بالجحيم الذي

يستوطن البيت



ذلك الجدول

الذي يدغدغ خلخالي

مغريًا قدميّ

بالرقص

لم يكن بريئًا

كان مستنقعًا

استدرج الطين

للغرق



ذلك الحب

الذي أتوق إليه

زارني على هيئة طائر

لكنه كان جارحًا

التقطني

بين مخالبه محلقًا

ورمى بين الجيف



ذلك الموت

الذي أسميه الخلاص

لم يزرني بعد

وكلما استدعيته

متضرعة

يسومني

سوء العذاب

ولا يقترب

****



الشجرة

التي أطعمَتْ

للفأس أغصانها

عاتبتني وأسرفت

حين

استنكرتُ فِعلتَها



والباب

الذي قدَّ مسافته

فاسحا ليَ الطريق

بكى بصمت

حين لم ألتفت

خلفي

إلّا عندما

صفعته بكفها الريح



العتبة التي

لمّعْتُها بثيابي

حينما كنت

أحبو على أربعٍ

لم تعرفني

لمّا وطِئتها

بكعبيَ العالي

وانزلقْت



الطريق

التي أحصيت

حصواتها

حين كانت

تعلق بصندلي

وأنا ألهو برفقة الطين

تجاهلتني

واستعارت

من الرصيف اتساعًا

لتكمل

غوايتها للعابرين



البلاد التي

هجرتها

بحثًا عن إنسانيتي

أوجعتني

غربة

وعندما عدت

باكية إليها

ضمتني

وأغمدت سكينها

في الخاصرة

****



جريٌ

على ماء الحقيقةِ

غرق في يم التناقض

هكذا

نرى من الأفق البعيد

انكسار الصورة َ

بلا تشظٍّ

كانحسار الموجِ

مبقيًا ثمار الذاكرةَ

تتلظى

تحت شمس ِالرغبةِ

كامن أثرُها

تثرثر الأصداف

بنميمةِ البحرِ

تشركنا

في الخديعةِ

متورطين

في قلب الحياة

ليس ينفعنا البكاء

ولا النقيض

من انفتاح الأسئلة

****



أجثو على ركبة الليل

موغل في عتمته

هلامية تحته ساقاي

تأخذ شكل هاوية من فراغ

تفيض كسيل فضة

فجرته مراجل الوقت

تركتُ رطوبة الريح

كي تشكلني الحياة بلغزها

أصير إلهة تأكلني نار الذاكرة

كلما جاعت لفطرتها



****

صوتي

الذي أعرفه

يتنكر لي

يصرخ في وجهي

لأصمت



صوتي الذي أحبه

أدندن به حين أغرم

وتبكي به روحي

حين تفيض

يغص الآن في حلقي…

يموت



صوتي الذي

سأقيم له مأتمًا

بلا صراخ بلا عويل

لن تؤمه

سوى أصوات

وأدَتْها الخيبات..


*شاعرة من فلسطين.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها


الأسم *
البريد الألكتروني
البلد *
التعليق *
رمز الحماية: أكتب الثلاثة أرقام السوداء فقط captcha image
New Page 1