لا دخلَ لي
في سنوات العمر
التي تساقطت من سلّة الحياة،
لا ذنب لي في كل مَن تساقط من سلّة الأصدقاء
سِلال
يا لَها من سِلال
كم حاولت ردم الثقوب الغائرة فيها
لكن دون جدوى!
آه!
ما تساقط من العمر
تسّاقطَ ـ يا للحسرة ـ أمام عيني،
وما تساقط من الأصدقاء، كان يتساقط
ـ يا للحزن ـ على غفلة مني
الغدُ القريب أراهُ يترنَّحُ في الخلف
والأمسُ البعيد ـ يا لَجرأته ـ أخالهُ يتمدد في الأمام
حينما يمرّ الغد
دونَ أنْ أعي مرورَه
هذا يعني
أنني أسحبني طواعية
وأعود بي للماضي
أحدّقُ في الكأس مليًا
فلا أرى
ـ كما زعموا ـ النصف الممتلئ فيها
أتُرى عيني هي اليابسة أمْ الكأس؟
في حانة الحياة
تحتّـم عليك
الكؤوس الممتلئة
أنْ تُبقي كأسكَ فارغةً...
لكنّكَ إنْ أبقَيتَ،
حذارِ.. من أن تُسكرك الغفلةُ
فيفيض فراغ الكأس
على فراغك.
* شاعر عراقي.