أَرَانِي وَكَفُّ الصَّبْرِ دَفْقُ نَشَائِدٍ
عَلَى ضِفَّةِ الْأَبْعَادِ ، جِسْرًا يَلِيقُ
بِلَمْسِ شُمُوسٍ ، سُمْرَتِي إِنْتِظَارُهَا
جِمَارٌ وَإِنْ هَلَّتْ عَلَيَّ أَنِيقُ
جَبِينٌ ، لَهُ عِنْدَ الْمَقَامِ سُجُودٌ
لِمَكْتُوبِ مَا خَلْفَ الرَّجَاءِ بَرِيقُ
تَنَشَّقَنِي مِنْ ضَمَّةِ الْفُلِّ حُظْوَةً
سَأَخْلُدُ فِي "أُُورْكِيدِهَا" ، لَا أُفِيقُ
تُؤَرِّخُنِي قُطْبِيَّةُ الْعِشْقِ ، بَيْعَةً
فَبَيْنِي وَ بَيْنَ الطَّبْعِ حَبْلٌ وَثِيقُ
لِأَنِّي لَهَا عِنْدَ الْمَجَازِ عُبُورٌ
لِمَعْنَى ، بِهِ صَمْتُ الْكَلَامِ حَرِيقُ
أَيَا ضِلْعِيَّ الْمَفْطُورَ عَدًّا لِمَنْ هَوَى
فَمِنْ أَدْمُعِي أَلْفاً ، تَرَانِي أُرِيقُ
مَوَازِينَ فِيمَا بِي قَوْسَيْنِ ، مُتْعَةٌ
بِمَاءِ اِنْهِمَارِي وَ التَّوَائِي عَقِيقُ
دِلَاءٌ مِنَ الْأَشْوَاقِ مَا إِنْ سَكَبْتُهَا
تَأَرْجَحَتِ الذِّكْرَى ، فَقُدَّ صَدِيقُ
ِِلِنِصْفِيَ مَوْصُوفٌ لِنِصْفِهِ كَامِلٌ
وَقَدْ لَاحَ مِنْ نُورٍ ، بِمَا لَا أُطِيقُ
أَنَا دَاخِلِي الْأَوْجَاعُ ، مَعْكُوسُ غُرْبَةٍ
بِمِرْآةِ نَزْفِ الْجُرْحِ مُذْ جَفَّ رِيقُ
إِذَا مَا تَجَلَّتْ لِي طَرِيقًا مُقَدَّسًا
تَحَلَّى بِهَا لَيْلُ الْمُرِيدِ ، طَرِيقُ
كَأَنِّي بِبَابِ الْحُلْمِ ، أَقْتَاتُ لَهْفَتِي
فَمَا لِيَ تَوْقِيتٌ وَ مَا لِيَ بُوقُ
وَمَا كُنْتُ بِلْقِيسَ الِّْتِي طَارَ عَرْشُهَا
وَمَالِي كَأَهْلِ الْكَهْفِ ، سِرٌّ عَمِيقُ
شَقِيقَةُ أَمْسِي فِي اِزْدِحَامِي مَسَافَةٌ
وَ أَمْسِي إِذَا مَا اِكْتَظَّ رُكْنِي ، شَقِيقُ
لِيَسْتَقْرِئَ الرَّاؤُونَ خَطْوِي دَفَاتِرًا
إِلَى آخِرِ التَّلْوِينِ ، مَابِي سَحِيقُ
كَذَا جِئْتُهَا شَكْوَى وَقَدْ بَاتَ ذِكْرُهَا
طُقُوسًا لِصُوفِيٍّ، بِلُبِّي عَرِيقُ
سَيَعْرُجُ بِي قَبْلَ الشُّرُوقِ لِبَرْزَخٍ
يُفَسِّرُ لِي بَعْدَ الْغُرُوبِ ، شُرُوقُ
تَقُولُ لِيَ الْرُّؤْيَا ، لِتَحْبُو عَلَى يَدِي
كَمَا فَوْقَ حَبِّ الرَّمْلِ يَحْبُو غَرِيقُ
ِلِمَ الْآهُ ؟ وَ الْأَفْرَاحُ ثَمْرَةُ غَرْسَتِي
وَ تَمْرُ النَّدَى بِالصَّائِمِينَ خَلِيقُ
إِلاَمَ وَ رِيفُ الْجَّفْنِ يُدْمِي نُزُوحَهُ
ذُبُولٌ، سَيَفْنَى فِي لِقَائِي بُرُوقُ
وَ إِنْ شَحَّ نَبْعُ السَّيْلِ ، سُقْيَاكَ زَمْزَمِي
سَتَرْوِيكَ مِنْ طُولِ الْغِيَابِ بُثُوقُ
جِنَانٌ هِيَ الْمَأْؤَى لِرُوحِي وَ صَفْوَتِي
بِدُونِ حِرَاءِ الرُّوحِ ، كَيْفَ تَرُوقُ
فَمَابِي كَمَا الْأَنْظَارِ رَغْمَ اِنْفِسَاحِهَا
نِطَاقٌ ، مَتَى غَابَ الْأَنِيسُ تَضِيقُ
كَمَا عَقْرَبِ السَّاعَاتِ فِي دَوَرَانِهِ
أَطُوفُ بِهَا دَهْرًا ، وَ عُمْرِي خَفُوقُ
أُعَرِّفُهَا ، سُجَّادَةَ الْغَوْثِ آيَةً
سَأَسْمُو بِهَا أُفْقَ إِنْتِشَائِي أَتُوقُ
إِلَى قِبْلَةِ الْأَقْمَارِ ، بُشْرَةُ نَاسِكٍ
فَمِنْ نُورِهَا الْمَمْدُودِ صُبْحٌ طَلِيقُ
أَتَانِي جَوَابًا أَنْطَقَ الْغَيْبَ نَاشِرَا
بِجِبْرِيلَ وُدَّ السَّائِلِينَ ، نَسِيقُ
وَ أَبْقَى وَصَايَا أَوَّلِي سَتَقُودَنِي
إِلَى اِكْتِمَالٍ بِالْوَلَاءِ ، رَقِيقُ
أَنَا آدَمُ الْمَنْفِيُّ وَجْهِي خَرَائِطٌ
مَفَاتِيحُهَا حَوَّاءُ ، أَمْنٌ وَفِيقُ