غَدي يُنادي عَليها أَو يُعاتبُني
أينَ المدينةُ ، أينَ العِشقُ في الشّبقِ ؟
وَأينَ أنتِ ؟ وَمنْ قال الصُّراعُ هُنا ؟
أَلقُدس تَسْألُني عَنِّي وَعنْ قَلقِي ،
يَا بنْتَ جُرحي هُنا كُلّ الجراحِ وبي
جُنح الظلامِ يَطيرُ الآنَ بي أَرَقي ،
هُو الدُّجى دثّر الأَحلام َ في جَسدي
فَعُدتُ أعْمَى بلا دَربٍ وَلا طُرُقي ،
ألقدسُ نَفسي وَشمسي حينَ أَذكُرُها
تَقولُ لي : أَرضنا للزّهوِ للألقِ ،
عَزفٌ على وَجع المنفى وأدْعيتي
قيثارتي انكسرتْ والنّزْفُ في العَرقِ ،
هُناكَ بُوصلتي السكرى تُلوّحُ لي :
الشمسُ ترسمُ وَجه القدسِ في الأُفقِ ،
وَكنتُ كِلكامش القدسيِّ أعبُرها
مِن أجل عُشبةِ خُلْدي في ثرى الحبقِ،
وَكنتُ سيزيف حُزنٍ للجبالِ هُنا
أشدُّ صخرةِ جُرحي للفضا العبقِ ،
أظلُّ أرفَعُها بالرّوحِ أرفعُها
كَما نزفُّ شهيداً في الهوى النزقِ ،
لَنا بِما تَلِدُ العذراء مِن رُسلٍ
همُ المقدّسُ حتّى آخر الرمقِ ،
لَنا المسيحُ يزفُّ الصبحَ في يدهِ
يَسيرُ فوق مياهِ اللهِ للخلقِ ،
كَهدْهُدٍ فوقَ أكتافِ النبيِّ غفا
كَعرشِ بلْقيس منذُ العلْمِ والنُّطقِ ،
وَقالتِ القُدس لي : مَا قالتِ الكتبُ
مَا الفرق بينَ العُلى والأرضِ كالغرقِ ،
في بَحرِ مَعْنايَ كالأمواجِ تَقذِفُني
أعلى وَأعلى إلى الأَلوانِ والشّفَقِ ،
أَنا بِلا سِحْركِ الفَجريّ يَخنُقُني
سُؤالُ نَفسي عَنِ المُفتاحِ في عُنقي ،
طَار الحمامُ عَلى الأبوابِ من تَعبٍ
لا وَجهَ لي لا ، وَلا صَمتي وَلا نطقي ،
أُريدُ ظِلّكِ كي أرقى إلى خَلَدي
لا ضوْءَ يُنبئُني من حُلكةِ الحّدقِ ،
مِنكِ العُروجُ إلى الفَردوسِ في سَفرٍ
سِواكِ مَنْ ظَلّ بالتاريخِ والخُلقِ ،
قُومي لِكي أقتفي نَزفي على حَجري
لِأُدركَ الفَرق بين الضّوءِ والغَسقِ .