فلسطين الحاضرة في المونديال- موسى جرادات

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان
22-11-2022
منذ أن بدأت مباريات كأس العالم في قطر، انشغل الإعلام شرقا وغربا في تغطية وقائع المونديال، وقد أخذ الانشغال حيزا واسعا من هذه التغطية، على الرغم من أن قطر الدولة المضيفة، ملزمة باستقبال زائريها كافة، وفق بروتوكولات المونديال، غير أن مسألة وجود زوار من دولة الاحتلال لهذا البلد ، كان له أيضا اهتمام إعلامي، فالقنوات الإعلامية التابعة لدولة الاحتلال، كانت لها صولات وجولات في هذا المضمار، عبر السعي الحثيث والمستمر، لإجراء مقابلات إعلامية، وتحديدا مع العرب المقيمين في قطر .
صحيح أن تلك المقابلات باءت جميعها بالفشل الذريع، لكن وجب التنبيه، إلى مسألة مهمة تتعلق، بأهداف تلك اللقاءات والحوارات مع العنصر العربي المتواجد في قطر، فالإعلام الصهيوني يدرك مسبقا، أن الرفض الشعبي العربي، لإجراء تلك المقابلات محسوم سلفا، ومع هذا تستمر وسائل الإعلام الصهيونية المحاولة، والهدف الاساس منصب على كسر الحاجز، مع المواطن العربي، تحضيرا لإثبات الوجود الصهيوني في الوعي العربي. كل تلك اللقطات التلفزيونية التي رفض فيها المواطنون الغرب والقطريون، استكمال تلك المقابلات، بعد معرفتهم حقيقة الجهة التي تقف وراء تلك الوسائل، فالعقل الصهيوني منشغل كليا في كسر حاجز الرفض، معتبرا أن هذه التجربة، ستفي بالغرض، وكل ما يترتب على الرفض فهو محسوب مسبقا، فلا غرابة في الرفض العربي بالتواصل مع وسائل الإعلام الصهيونية، خاصة أنه لا إلزام في ذلك، نعلم مسبقا حقيقة الرفض، وعلينا معرفة حقيقة الفعل الصهيوني الذي يحاول اكتساب مساحة خاصة، عبر الاستقواء بوجوده بقطر. إنها رسالة واعية ، تقول القطري والعربي إننا موجودون هنا، على أرض الدوحة ، وجودا شرعيا، بموافقة سلطات البلاد ، وعليكم الإقرار بحقيقة وجودنا .
فلسطين الحاضرة بمناصريها
في المقابل كانت فلسطين حاضرة في المونديال ، ممثلة بأبناء الجالية الفلسطينية في قطر، والعرب الذين حملوا راياتها، هاتفين باسمها، داخل الملاعب ، وخارجها. هذا الحضور الطبيعي الذي لا يحتاج لتبرير، ولا يحتاج لمونتاج إعلامي، كما يفعل الصهاينة الذين يعانون الازدراء بكل محتواه ، لكن علينا الإشارة إلى أن المونديال الرياضي بحد ذاته، هو مساحة للحضور الفعال لكل من يناصر القضية، في مواجهة النزق الصهيوني وبازار امتحان الوجود، الذي تعمل عليه وسائل إعلام الاحتلال، فحتى هذه اللحظة، اللص مسكون بجريمته بسرقة الأرض، ومازال يبحث عن الآخر المسروق، ليقر له أنه ليس بسارق، في ثنائية جدلية ليس لها نهاية، بقطع النظرعن القوة والضعف، التي لا تحسب دائما بقوة الحديد، ففلسطين الحاضرة في وجدان كل شعوب الأرض، لا يمكن أن يغيبها الاحتلال مهما فعل ، ولن يكسر الجدار ولن يستطيع فعل ذلك، فاليوم الوجدان وغدا الترجمة الحقيقية لمكنوناته التي نرضاها.


التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها


الأسم *
البريد الألكتروني
البلد *
التعليق *
رمز الحماية: أكتب الثلاثة أرقام السوداء فقط captcha image
New Page 1